تاريخ النشر: الخميس 9 رجب 1435 هـ - 8-5-2014 م التقييم: رقم الفتوى: 252322 29100 0 1722 السؤال شيخنا الكريم، بعد إذنكم أريد أن أستفسر عن موضوع أثار اهتمامي، وأقلقني بعض الشيء، ولكنه بالغ الأهمية في تعزيز إيمان المسلم في قلبه؛ لذا أرجو منكم الإجابة عن تساؤلاتي جزاكم الله كل خير.
بعد فرار ملك الفرس من "المدائن" اتجه إلى "نهاوند" حيث احتشد في جموع هائلة بلغت مائتي ألف جندي، فلما علم عمر بذلك استشار أصحابه، فأشاروا عليه بتجهيز جيش لردع الفرس والقضاء عليهم فبل أن ينقضوا على المسلمين، فأرس عمر جيشًا كبيرًا بقيادة النعمان بن مقرن على رأس أربعين ألف مقاتل فاتجه إلى "نهاوند"، ودارت معركة كبيرة انتهت بانتصار المسلمين وإلحاق هزيمة ساحقة بالفرس، فتفرقوا وتشتت جمعهم بعد هذا النصر العظيم الذي أطلق عليه "فتح الفتوح". فتح مصر عدل عمر وورعه وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وقد اقتبس هذا النظام من الفرس، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، فتحت في عهده بلاد الشام و العراق و فارس و مصر و برقة و طرابلس وأذربيجان و نهاوند و جرجان.
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني دعــــــوة عامة لجميع المسلمين ومن كافة المذاهب الاسلاميه من كان يؤمن بالقرآن العظيم فليستجب لدعوة الاحتكام إليه إن كان من الصادقين.
[7] كان عُمر بن الخطّاب يُسارع في نفسه اتجاهين متناقضين، اتجاه إعجابٍ من الثبات الذي عليه أتباع محمّد، وأنهم يبذلون أرواحهم من أجل الدّفاع عن هذا الدّين، وأن محمدًا كان يُلقّب بالصّادق الأمين، وأنه لم يروْا منه إلا صدق الوعد، والوفاء، وكلّ الصفات الأخلاقيّة الجميلة، والاتّجاه الثاني هو: أنه أحد أكابر قُريش، ولا يُريد أن يُخالف الاتّجاه العام في قُريش [8] ، وخاصّة بعد الذي حدث من حمزة بن عبد المطلب عمّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- مع خاله أبي جهل، ولأن عمر بن الخطاب من طبعه الصّرامة؛ قرّر في نهاية أمره إلى أنه سيقتل محمّدًا. وفي أثناء سيره إذْ بالصّحابي الجليل نُعيم بن عبد الله القُرشي يقول له: " أين تريد يا عمر؟ »، فرد عليه قائلا: « أريد محمدا هذا الصابي الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله. اللهم اعز الاسلام بأحد العمرين. »، فلمّا عرف أنه يتجه لقتل النبي قال له: « والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الارض وقد قتلت محمدا ؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فإن ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، وأختك فاطمة بنت الخطاب قد والله أسلما وتابعا محمدًا على دينه؛ فعليك بهما. »؛ فانطلق عُمر بن الخطاب مُسرعًا إليهما؛ فوجد الصحابي الخباب بن الأرت جالسًا معهما، يُعلمهما القرآن الكريم، فضرب سعيدًا، وبعدها ضرب أخته فاطمة؛ فشقّ وجهها [9].
أصبحت مسلمة حتى يومنا هذا ، بالإضافة إلى أنه سيطر على القدس عندما كان خليفة البلاد. تفسير أصح لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أكرم الإسلام بحبيب هذين الرجلين إليك". وهذا الحديث لا يدل على ذليلة الإسلام ، لأن الإسلام لن يتلاشى ، كما قال الله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليغلبه على الدين كله حتى لو كره المشركون. هو – هي. " وهذا الحديث لا يصف المؤمنين بالذل ، بالإضافة إلى أنه لا يدعو إلى إكرامهم. اعز الله به الاسلام وقوي به المسلمين - موقع محتويات. وهذا مخالف لما قاله الله تعالى في كتابه الكريم: "والمجد لله ورسوله وللمؤمنين" ، لأن للكرامة معانٍ كثيرة. كما أنه لا يفسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يحب الرجلين ، لكن المعنى هو خيرهما ، وذلك لأن الكفر ليس له نفس الدرجة لأن يختلف الناس عن بعضهم البعض ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: في الإسلام إذا فهموا ذلك. والصحيح أن هذه الدعوة التي دعاها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تدل على أن الله تعالى يختار خير هذين الرجلين ليهدي قلبه إلى الإسلام ، والله تعالى أعلى. يعرف افضل. وفي ختام هذا المقال تحدثنا عن الله اكرم الاسلام في احدى العصرين ومنهما العصران اللذان جاءا في الحديث وتفسير الحديث الصحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم.