انتهى باختصار من " تفسير القرطبي " (15/ 195). وينظر: " التحرير والتنوير " لابن عاشور (23/ 257). من فرائد ابن عاشور لقوله تعالى: (رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ) - إسلام أون لاين. واختار القول الثاني ـ أنه مسحها بيده ، حبا لها ـ من المحققين: ابن جرير الطبري ، رحمه الله ، ونقله في تفسيره عن ابن عباس. قال: " وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس أشبه بتأويل الآية ، لأن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لم يكن ـ إن شاء الله ـ ليعذب حيوانًا بالعرقبة ، ويهلك مالا من ماله بغير سبب، سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنظر إليها، ولا ذنب لها باشتغاله بالنظر إليها " انتهى. انظر: " تفسير الطبري " (21/ 195-196) وتعقبه ابن كثير رحمه الله ، بأنه لا يلزمه من ضرب أعناقها بالسيف ، أن يكون ذلك إفسادا محضا. فقال رحمه الله: " هَذَا الَّذِي رَجَّحَ بِهِ ابْنُ جَرِيرٍ فِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِي شَرْعِهِمْ جَوَازُ مِثْلِ هَذَا ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ غَضَبًا لله عز وجل ، بسبب أنه اشْتَغَلَ بِهَا حَتَّى خَرَجَ وَقْتُ الصَّلَاةِ ؛ وَلِهَذَا لَمَّا خَرَجَ عَنْهَا لِلَّهِ تَعَالَى عَوَّضَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا وَهِيَ الرِّيحُ الَّتِي تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ، غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ، فَهَذَا أَسْرَعُ وَخَيْرٌ مِنَ الْخَيْلِ.
وكذلك قال قتادة. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبا لها ، وهذا القول اختاره ابن جرير. قال: لأنه لم يكن ليعذب حيوانا بالعرقبة ، ويهلك مالا من ماله بلا سبب ، سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنظر إليها ولا ذنب لها ، وهذا الذي رجح ابن جرير ، فيه نظر; لأنه قد يكون في شرعهم جواز مثل هذا ، ولاسيما إذا كان غضبا لله تعالى ، بسبب أنه اشتغل بها حتى خرج وقت الصلاة; ولهذا لما خرج عنها لله تعالى ، عوضه الله عز وجل ما هو خير منها ، وهو الريح التي تجري بأمره رخاء حيث أصاب ، غدوها شهر ، ورواحها شهر ، فهذا أسرع وخير من الخيل. روى الإمام أحمد عن أبي قتادة ، وأبي الدهماء ، [ ص: 5101] وكانا يكثران السفر نحو البيت ، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقال لنا البدوي ، أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل ، وقال: « إنك لا تدع شيئا اتقاء الله تعالى ، إلا أعطاك الله عز وجل خيرا منه ».. تفسير سورة ص الآية 37 تفسير ابن كثير - القران للجميع. انتهى ما ذكره ابن كثير. وقال القاشاني: أي: طفق يمسح السيف بسوقها ، يعرقب بعضها ، وينحر بعضها ، كسرا لأصنام النفس التي تعبدها بهواها ، وقمعا لسورتها وقواها ، ورفعا للحجاب الحائل بينه وبين الحق ، واستغفارا وإنابة إليه بالتجريد والترك.
ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: الجياد: قال: السراع. وذكر أنها كانت عشرين فرسا ذوات أجنحة. ذكر الخبر بذلك: حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا مؤمل قال: ثنا سفيان ، عن أبيه ، عن إبراهيم التيمي في قوله ( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) قال: كانت عشرين فرسا ذات أجنحة. وقوله ( فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) وفي هذا الكلام محذوف استغني بدلالة الظاهر عليه من ذكره: فلهي عن الصلاة حتى فاتته ، فقال: إني أحببت حب الخير. ويعني بقوله ( فقال إني أحببت حب الخير) [ ص: 194]: أي المال والخيل ، أو الخير من المال. حدثنا أبو كريب قال: ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن السدي ( فقال إني أحببت حب الخير) قال: الخيل. حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي قوله ( إني أحببت حب الخير) قال: المال. وقوله ( عن ذكر ربي) يقول: إني أحببت حب الخير حتى سهوت عن ذكر ربي وأداء فريضته. وقيل: إن ذلك كان صلاة العصر. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( عن ذكر ربي) عن صلاة العصر. حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي ( عن ذكر ربي) قال: صلاة العصر. ص الآية ٣٣Sad:33 | 38:33 - Quran O. حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: ثنا أبو زرعة قال: ثنا حيوة بن شريح قال: ثنا أبو صخر ، أنه سمع أبا معاوية البجلي من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري يقول: سألت علي بن أبي طالب عن الصلاة الوسطى ، فقال: هي العصر ، وهي التي فتن بها سليمان بن داود.
{رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}: قال الحسن البصري: قال: لا والله لا تشغليني عن عبادة ربي آخر ما عليك ثم أمر بها فعقرت، وقال السدى: ضرب أعناقها وعراقيبها بالسيوف، وعن ابن عباس: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبالها، وعن ابن جرير قال: لأنه لم يكن ليعذب حيوانًا بالعرقبة ويهلك مالا من ماله بلا سبب سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنظر إليها ولا ذنب لها.
وقد ذهب الرازي إلى تأويل آخر استصوبه ، قال: إن رباط الخيل كان مندوبا إليه في دينهم. كما أنه كذلك في دين الإسلام ، ثم إن سليمان عليه السلام احتاج إلى الغزو ، فجلس وأمر بإحضار الخيل وأمر بإجرائها ، وذكر أني لا أحبها لأجل الدنيا ونصيب النفس ، وإنما أحبها لأمر الله ، وطلب تقوية دينه. وهو المراد من قوله: عن ذكر ربي ثم إنه عليه السلام أمر بإعدائها وتسييرها حتى توارت بالحجاب أي: غابت عن بصره. ثم أمر الرائضين بأن يردوا تلك الخيل إليه. فلما عادت إليه طفق يمسح سوقها وأعناقها ، والغرض من ذلك المسح أمور: الأول: تشريفا لها وإبانة لعزتها ، لكونها من أعظم الأعوان في دفع العدو. والثاني: أنه أراد أن يظهر أنه في ضبط السياسة والملك يتصنع إلى حيث يباشر أكثر الأمور بنفسه. الثالث - أنه كان أعلم بأحوال الخيل وأمراضها وعيوبها. فكان يمتحنها ويمسح سوقها وأعناقها ، حتى يعلم هل فيها ما يدل على المرض. وقال: فهذا التفسير الذي ذكرناه ينطبق عليه لفظ القرآن انطباقا مطابقا موافقا. ولا يلزمنا نسبة شيء من تلك المنكرات والمحذورات. قال: وأنا شديد التعجب من الناس كيف قبلوا هذه الوجوه السخيفة ، مع أن العقل والنقل يردها ، وليس لهم في إثباتها شبهة ، فضلا عن حجة ، فإن قيل: إن الجمهور فسروا الآية بذلك الوجه ، فما قولك فيه ؟ فنقول: لنا ههنا مقامان: المقام الأول - أن ندعي أن لفظ الآية لا يدل على شيء من تلك الوجوه التي يذكرونها.
وفي هذا الكتاب شذوذ من التاريخ المعروف، والوصف الجغرافي العادي الذي نعرفه نحن أكثر من نيبور، ومن ثم قد آثرنا أن نمر بذلك مراً، ونتحاشى نقله، ونأخذ في كل ما يفيد القارئ، ويبعث على الفكاهة والغرابة. صور عن المناخ. بعد أن وصف الإسكندرية وآثارها القديمة المعروفة، استطرد يصف كنيسة الأقباط فقال وللأقباط كنيسة مقامة للقديس مرقس، وفيها قبره، ولكنها لا تفتح ولا تدخل، لأن بعض قساوسة الروم حاولوا أن يسلبوا رأس هذا القديس، وإن كنت أعلم أن أهل فينيسيا البندقية يدعون أن لديهم هذا الرأس المقدس. ولا أعرف أي الخبرين أصح وأقبل للتصديق، وقساوسة الكاثوليك يفخرون دائماً بأنهم استطاعوا أن يخدعوا العرب والأقباط بأن قطعوا الرأس وشحنوه في طرد سميك، ونجحوا في تسفيره بصفة طرد يحوي لحم خنزير. لأنهم عرفوا أنهم عندما يصفونه بأنه لحم خنزير لا يستطيع أن تدنوا منه الضباط الأتراك الموظفون في الجمرك، والأتراك يحرمون تصدير الجثث أو الموميات إلى الخارج، ولهذا كان من الصعب أن تنقل الجثث القديمة التي يعثر بها في أرض مصر، ولكن كانت الجمارك وشؤونها الكبرى إذ ذاك في أيدي اليهود، وبذلك استطعنا أن ننقل مومياء وجدناها في الإسكندرية على ظهر سفينة إيطالية، بعد أن رشونا عمال الجمارك، وحاولنا ترحيلها إلى أوروبا، ولكننا لم نلبث أن أعدناها على الرغم منا، لأن جميع البحارة الطليان في تلك السفينة هددونا بتركهم السفينة، إذا لم تقذف هذه المومياء بعيداً، إذ توقعوا أنها ستجر الشقاء عليهم.
أما الحارات فغالباً ما تتكون من عطفات صغيرة لها مدخل عام واحد ذو بوابة تقفل كذلك ليلاً، ولكن أكثرها يشقها درب من أولها إلى آخرها ولابد لي من وصف دور العاصمة، وهذه الصورة التي أمامك تعطيك فكرة عامة عن خارج تلك المنازل. وتبنى الجدران الأساسية في الطابق الأول خارجاً وداخلاً من الحجر الجيري الناعم، يقطعونه من الجبال المجاورة. وعندما يقطع الحجر يكون سطحه ذا لون ضارب إلى الصفرة الخفيفة، ولكن لونه سريعاً ما يقتم. وتلون خطوط الواجهة أحياناً بالحمرة والبياض على التعاقب خصوصاً في المباني الكبيرة كما هو الحال في أكثر المساجد ويشيد البناء العلوي بالآجر، ويغطى بالكلس أحياناً، وهو ذو واجهة تبرز حوالي قدمين، يقوم على كوابيل أو دعائم؛ والآجر لبن محروق ذو لون أحمر قاتم. ويتكون الملاط من طين بنسبة النصف، وكلس بنسبة الربع، والباقي من رماد التبن والسقط. لذلك تبدو الجدران غير المغشاة بالكلس قذرة اللون كما لو كانت مبنية باللبن. ويغطى سطح المنزل بالكلس، ويكون عادة من غير سور ويبين الرسم رقم 2 الأسلوب المعماري (الأكثر ذيوعاً) لمدخل المنزل القاهري. تَخْطِيْط - ويكاموس. فالباب كثيراً ما يزين على هذه الطريقة المصورة، فيصبغ القسم الذي فيه الكتابة والأقسام الأخرى المتشابهة الشكل بلون أحمر يحده حد أبيض، بينما تلون بقية الباب باللون الأخضر.
وقد كانت الإسكندرية تستطيع أن تكون أحسن حالاً من حالها الحاضرة لو لم تنتابها النكبات والعوائق من كل سبيل، لأن أهل الإسكندرية يحملون استعداداً طبيعياً كبيراً للتجارة، ولكن تأثير الحكومة يحول دون ذلك، ولم ألتق في أسفاري ببلد أهله أعرف باللغات الأوروبية من أهل الإسكندرية بل إنهم ليحسنون التكلم بلغات شمال أوروبا كذلك، مثل الألمانية والدانيماركية والسلافية وغيرها، وكثيرون من الإسكندريين يشتغلون تراجمة، واللغة الأجنبية شائعة على ألسنة الإسكندريين هي الطليانية. ولكن جهل المسلمين فيها وبلاهتهم عاقتني عن كثير من أبحاثي وملاحظاتي، فقد حدث أن تاجراً تركياً شهدني وأنا أوجه أداة المساحة التي كانت معي ناحية المدينة، فثار في نفسه الفضول، ودنا فنظر إلي من خلال الزجاجة وإذ رأى البرج من خلالها عاليه سافله، تملكه الخوف، وذهبت نفسه شعاعاً من الفزع، فانطلق هارباً، وراح ينشر في المدينة خبراً غريباً مؤداه أنني أريد أن أقلب المدينة، وانتهى الأمر إلى الحاكم، ومنذ ذلك اليوم امتنع خادمي التركي عن المشي معي. واتفق مرة أنني وأنا في إحدى قرى الدلتا كنت أقيس بعض الزوايا وكان أحد الفلاحين واقفاً عن كثب مني فردت أن أمتحن شجاعته فجعلته ينظر من خلال الزجاجة، فراعه أن يرى قريته المحبوبة عاليها سافلها، فاشتدت رعدته، وزاد خوفه عندما أشرت إلى الخادم أن يقول له أن الحكومة قد غضبت على هذه القرية فأرادت أن تدمرها تدميراً، وقد جئت لهذا الغرض، ففزع الرجل، وتوسل إلي أن أنتظر بضع دقائق فقط حتى يستطيع أن ينقذ زوجته وبقرته، وإذ ذاك أفلت تاركاً ساقيه للريح يريد بيته قبل أن يخر عليه السقف وعدت أنا ثانية إلى الزورق الذي جئت فيه.
من أجل هذا، يحق لنا أن ننظر إلى نهضتنا نظرة فيها ثقة ورجاء، لأننا نلاحظ فيما نلاحظ اتجاهاً إلى تاريخ العرب والإسلام، يزداد سعة وشمولاً في اطراد لا ينقطع، وأقل ما يقال في هذا الاتجاه، أنه يشحذ الهمم الخامدة، ويهدي نهضتنا سبيلاً سواء.
وإنما هي محاولة للتعرف على بعض الحقائق الجوهرية للفكر والسلوك الروسي في إطاره العام، فلعل في هذه المحاولة نفعا للمواطن العربي الذي يقف بين حجري الرحى وقدراته العامة والخاصة في يديه يحاول أن يجد الخلاص من هذا المأزق المحرج الذي فرضه عليه صراع فكري وسياسي واقتصادي بين كتلتين سياسيتين تتنافسان اليوم على السيادة الدولية. ليس المهم في هذا النوع من البحث أن يحلل الكاتب المبادئ لفكرية (الأيديولوجية) التي تستند إليها الدعوة الشيوعية السوفيتية بقدر ما يهمه أن يتعرف على الأساليب التي تتميز بها السياسة السوفيتية عند قيامها بتنفيذ هذه المبادئ في روسيا نفسها وفي العالم الخارجي. مجلة الرسالة/العدد 425/المصريون المحدثون - ويكي مصدر. فالاقتناع بالعقائد والنظم الفكرية (شيوعية كانت أم غير شيوعية) اصبح أمراً ثانوياً إزاء سياسة توازي القوى التي تشوب سلوك المعسكرين الكبيرين الروسي والغربي. فقد اصبح كلا الطرفين أميل إلى توطيد نفوذه في المناطق الحساسة (كمنطقة الشرق العربي) في أساليب تبتعد في كثير من الحالات عن جوهر المبادئ والمعتقدات الفكرية التي تستند إليها نظم الحكم في كل من الاتحاد السوفيتي ودول حلف الأطلنطي. فالعالم اليوم في حالة حرب (باردة) حالات الحرب تستلزم خدعه في السلوك ومناورة في أساليب الفكر والفن الدبلوماسي.