البر هو الخضوعِ والطّاعة، وهو عكس العقوق والعصيّان، وبر الوالديّن من أسبابِ دخول الناس الجنّة، أو الطّرد منها، وإنّ أقل ما يمكن للإنسان فعلهُ اتجاه والديه، تقديرًا لتعبهما وجهدهما اتجاهه؛ هو برّهما، وطاعتّهما، ومساعدتهما في كل ما يحتاجانه خاصة عند تقدمهما بالعمر، وبر الوالدين من أوجب الواجبات الشرعية التي حث عليها الإسلام في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريف. كيفية بر الوالدين سواءً في حياتهما أو حتى بعد مماتهما يمكن للمسلم أن يبرّ والديه بطرقٍ وأشكالٍ كثيرةٍ، سواءً في حياتهما أو حتى بعد مماتهما، وفيما يأتي بيان ذلك: بر الوالدين في حياتهما ذكر العلماء العديد من طرق برّ الوالدين -الدعاء لهما وهو من أوجب وأحرى الأعمال التي يستطيع الإنسان أن يقدّمها لوالديه، فيدعو لهما بالرحمة والمغفرة، والهداية والصلاح، وتيسير الأمور، وحسن الخاتمة، ورضا الله -تعالى- عليهما. الصدقة عنهما، وقد يكون ذلك في إنشاء وقفٍ خيريٍ باسمهما، وذلك قد يكون ببناء مساجدٍ، أو حفر آبارٍ، أو طباعة مصاحف، وما إلى ذلك، من نشرٍ للخير والعلم، وبذلك ينال الوالدان الأجور المستمرّة حتى بعد وفاتهما، وذلك من عظيم أنواع البرّ بهما.
طُرق البر بالوالدين لين الكلام للوالدين يدخل الجنة قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: (الكَبائرُ تِسْعٌ: الإشراكُ باللهِ، وقَتْلُ نَسَمَةٍ، والفِرارُ مِنَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَنةِ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليتيمِ، وإلحادٌ في المسجدِ، والَّذي يَستَسخِرُ (أي: السخرية)، وبُكاءُ الوالدينِ مِنَ العُقوقِ. بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما. قال لي ابن عمر: أتفرق من النَّارَ وَتُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قُلْتُ: إي واللهِ، قال: أَحَيٌّ والِدُكَ؟ قُلْتُ: عندي أُمِّي، قال: فواللهِ لو أَلَنْتَ لها الكلامَ، وأطعمْتَها الطَّعامَ؛ لَتَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ ما اجتَنَبْتَ الكبائر) صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (1/35)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة 2898. إدخال السرور على الوالدين كما جاء في حديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال: (أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: إني جئتُ أبايعك على الهجرةِ، ولقد تركت أبويَّ يبكيانِ! قال: ارجعْ إليهما فأضحكْهما كما أبكيتَهما) (النسائي وصححه الألباني). الاستغفار للوالدين والتصدق عنهما فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ: أنَّى هذا؟ فيقالُ: باستغفارِ ولدِك لكَ) (ابن ماجه وصححه الألباني).
وقد يتساءل أحدهم: أن كيف السبيل إلى برّ الوالدين؟ وفيما يلي بيان ذلك. كيفية برّ الوالدين في حياتهما تلبية ما يحتاجون إليه من حاجيات، وعدم جعل أي إنسان آخر مهما كانت قرابته في درجة من الأولوية أكبر منهما، حيث يجب أن يكونا في المرتبة الأولى في حياة الفرد ذكراً كان أم أنثى. التودد إليهما وقضاء الوقت الأكبر قدر المستطاع بالقرب منهما، حيث أنه من غير اللائق أن لا يزور الفرد والديه إلا في المناسبات والعطل الرسمية، هذا إن زارهما في هذه الأوقات. يجب على الإنسان أن يستمر في مشاورتهما وإشعارهما أنّ لهما أهمية قصوى في حياته، وأن لا تقتصر مشاورته لزوجته وأبنائه فقط. فعل كل ما يحبون من أمور إلّا فيما حرم الله، والابتعاد عن كل ما يكرهونه. التودد إلى من يحبونه، والبعد عمن يكرهونه، وزيارة أصدقائهما بشكل مستمر. الدعاء لهما في كل صلاة، وفي كل وقت من الأوقات، وأن يكونا ترتيبهما في الدعاء الأول، بحيث لا يسبقهما أحد في ذلك. بر الوالدين.. في حياتهما وبعد مماتهما. يجب عدم الإساءة إلى الأخوة والأخوات بوجودهما، حيث أن الوالدين يحبان أن يبقى الأبناء متلاحمين ومتآزرين معاً، في حضورهما وبعد وفاتهما. الاستقامة والنجاح في الحياة، فهذا الأمر من أكثر ما يسعد الوالدين في الحياة الدنيا.
اللهم ارزقهما الجنة وما يقربهما إليك من قول وعمل. اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا. اللهم اجعلنا ذخرنا لوالدينا في حياتهما وبعد مماتهما. اللهم اجعلهما في ضمانك وغياثك وأمانك وإحسانك. اللهم ارزقهما عيشاً قاراً، ورزقاً دراً، وعملاً باراً. اللهم تقبل توبتهما وأجب دعوتهما واعفو عنهما. اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما. بواسطة: Israa Mohamed مقالات ذات صلة
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: إنَّ أمِّي افتُلِتَت نفسُها ولم توصِ، وإنِّي أظنُّها لو تَكَلَّمت لتصدَّقَت، فلَها أجرٌ إن تصدَّقتُ عَنها وليَ أجرٌ؟ قالَ: نعَم) (ابن ماجه وصححه الألباني). ألا يتعرض لسب الوالدين أو يتسبب في ذلك قال رسول الله ﷺ: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه). قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه). إكرام الوالدين من مالك عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالا وَوَلَدًا وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي، فَقَالَ: "أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ". رواه ابن ماجه (2291) وفي رواية أحمد عن عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي، قَالَ: أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلَادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ فَكُلُوهُ هَنِيئًا.
- وكذلك برهما في حال الكبر: { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} خص حالة الكبر ، لأنها بطول المدى توجب الاستثقال عادة ، ويحصل الملل ، ويكثر الضجر ، فيظهر غضبه على أبويه ، وتنتفخ لهما أوداجه. - وكذلك برهما في الابتعاد عن أقل المكروه لهما: وهو أن يؤفف لهما ، وهو ما يظهره بتنفسه المردد من الضجر. - وكذلك برهما بعد موتهما: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) متفق عليه. عن السدي بن عبيد ، عن أبيه ، قال: قال رجل: يا رسول الله ، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ، قال: ( نعم ، أربع خصال: الدعاء لهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما). وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ( إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة ، فيقول: يا رب ، أني لي هذه? فيقول: باستغفار ولدك لك). 2) اتقن فن التعامل معهما: فن التعامل معهما يكون بطاعتهما فيما يأمران به ما لم يكن بمحظور، وتقديم أمرهما على فعل النافلة ، والاجتناب لما نهيا عنه ، والإنفاق عليهما ، والتوخي لشهواتهما ، والمبالغة في خدمتهما ، واستعمال الأدب والهيبة لهما ، فلا يرفع الابن صوته ، ولا يحدق إليهما ، ولا يدعوهما باسمهما ، ويمشي وراءهما ، ويصبر على ما يكره مما يصدر منهما.
تاريخ النشر: الثلاثاء 20 صفر 1432 هـ - 25-1-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 147903 147834 0 588 السؤال فضيلة الشيخ، سأبدأ بشرح وضعي الحالي لكي أسهل عليكم الإجابة على سؤالي، وأرجو من فضيلتكم أن تتحلوا بسعة الصدر ولكم جزيل الشكر.
وبأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع وهو نازل في منى أيام الحج، بل كان يصلي كل صلاة في وقتها؛ لأنه كان نازلاً، وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام رحمه الله. وقال بعض العلماء: للمسافر أن يجمع ولو كان نازلاً ماكثاً في مكانه؛ لأن السفر عذر، واحتج هؤلاء القوم بأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في تبوك وهو نازل، وبأن أبا جحيفة ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان نازلاً في الأبطح في مكة في عام حجة الوداع، وأنه خرج صلوات الله وسلامه عليه من قبة حمراء من أدم قال: وكأني أنظر إلى بياض ساقيه، فركزت له عنزة، ثم تقدم فصلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين" وهذا يدل على أنه جمع مع أنه نازل. اختيار ابن عثيمين رحمه الله بشأن مسافة القصر ومدته - إسلام ويب - مركز الفتوى. لكننا مع ذلك لا نحبذ للنازل المسافر أن يجمع إلا إذا كان هناك سبب، مثل: أن يكون الماء قليلاً، ولا يتمكن من أن يتوضأ مرتين، أو يكون الجو بارداً لا يتمكن من الوضوء مرتين إلا بمشقة، أو يكون على تعب فينام ويجمع من أجل أن يطول نومه، وما أشبه ذلك، وإلا فالأفضل ألا يجمع، هذا إذا كان في البر، أما إذا كان في البلد فإن الواجب على المسافر أن يصلي مع الجماعة، وحينئذٍ لا بد أن يتم الصلاة، ولا بد أن يصلي كل صلاة في وقتها. السائل: القصر هل يجوز؟ الشيخ: القصر يجوز ما دمت مسافراً ولو كنت نازلاً، ليس كالجمع.
وانظري الفتوى رقم: 142323. وإذا فهمت هذا الأصل، وأن الجمع قد يجوز، وإن لم يكن الشخص مسافرا زال عنك الإشكال، وأما المدة المبيحة للترخص برخص السفر: فللعلماء فيها خلاف ذكرنا طرفا منه في الفتوى رقم: 143711. ومادمت ستقيمين أسبوعا في تلك البلد ـ كما ذكرت ـ فهذه مدة زائدة على المدة المبيحة للترخص في قول الجمهور، ومن ثم، فليس لك أن تقصري مدة أربعة أيام ثم تتمي، ولا أن تجمعي بعذر السفر، بل عليك أن تتمي الصلاة، وتصلي كل صلاة في وقتها من حين وصولك إلى هذا البلد، لكن إن كان لك عذر آخر يبيح الجمع جاز لك الجمع مع إتمام الصلاة على ما بينا. ومذهب ابن تيمية واختيار الشيخ ابن عثيمين في المسألة معروف، وهو أن الشخص لا يزال مسافرا ما لم ينو إقامة مطلقة، أو يستوطن ذلك البلد الذي سافر إليه، والذي نراه أرجح هو قول الجمهور، والعامي له أن يقلد من يثق بعلمه ودينه من العلماء، وقد بينا ما يفعله العامي عند الخلاف في الفتوى رقم: 169801. والله أعلم.