10 6 - تفسير سورة قريش عدد آياتها 4 ( آية 1- 4) وهي مكية { 1 - 4} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب. فأهلك الله من أرادهم بسوء، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى احترموهم، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا، ولهذا أمرهم الله بالشكر، فقال: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة، { الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} فرغد الرزق والأمن من المخاوف، من أكبر النعم الدنيوية، الموجبة لشكر الله تعالى. فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة، وخص الله بالربوبية البيت لفضله وشرفه، وإلا فهو رب كل شيء..
• وألَّف بينهم: بأن جَمَعهم حول مكة؛ كقوله تعالى: ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ﴾ [الأنفال: 63]. تفسير سورة قريش للسعدي. • وجعل لهم إلافًا: أي أمانًا وعهدًا يُؤخذ لتأمين خروج التجَّار مِن أرضٍ إلى أرض. • حتى أَلِفُوا: أي تَعَوَّدُوا تلك النِّعَم وذلك الفضل الكبير، فصار لهم سلطانٌ سياسي، وسلطانٌ ديني، وسلطانٌ لُغوي، وسلطانٌ اقتصادي بين الناس؛ فَلِنِعَمِ الله عليهم فلْيعبدوه وحدَه، وليشكروه إن أرادوا أن يكونوا مِن المفلحين. قال البخاريُّ في صحيحه: قال ابن عُيَيْنَة: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴾: لنعمتي على قريش، فاللام للتعليل: قال سيبويه: "سألتُ الخليل عن قوله جلَّ ذكره: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52]، فقال: إنَّما هو على حذف اللام، كأنه قال: ولأن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربُّكم فاتقون، وقال: ونظيرها: "لإيلاف قريشٍ"؛ لأنه إنما هو: لذلك "فليعبدوا".
﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت ﴾: دخلت "الفاء" لما في الكلام مِن معنى الشرط؛ أي: فليعبدوا رب البيت لنِعَمِه عليهم، والبيت هو الكعبة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 29]، ولقوله: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾ [آل عمران: 96، 97]، فقد جاء وصفه بخمس صفات: أنه أول بيت وضع للناس، وأنه مبارك كثير خيره، وأنه هُدى للعالمين، وأنَّ فيه آيات بينات وعِبَرًا عظيمة، وأنَّ مَن دَخَل حرَمَهُ كان آمنًا.
والعرب تجعل السَّنة نصفين: شتاءً وصيفًا، وتبدأ بالشِّتاء فتقدِّمه على الصَّيف، كأنَّها تعتمد على أنَّ مبادئ الأقوات فيه، وأوائل النَّماء منه، ويقسمون الشِّتاء نصفين والصَّيف كذلك، ومنتصف كلِّ واحد منهما استواء اللَّيل والنَّهار، والاستواء الذي يكون في نصف الشِّتاء يسمَّى الاستواء الرَّبيعي، والذي يكون في نصف الصَّيف يسمَّى الاستواء الخريفي. واستدلَّ الإمام مالك بهذه الآية على أنَّ السَّنَة قسمان: شتاء وصيف، فالشتاء نصف السنة، والصيف نصفها، وهذا ما يشهد له الشرع؛ فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتكتْ النار إلى ربها، فقالتْ: يا رب أكَل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفسَيْنِ، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِّ، وأشد ما تجدون من الزمهرير))؛ رواه الشيخان، وعن ابن مسعود قال: "كان قدر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر في الصيف ثلاثة أقدام إلى خمسة أقدام، وفي الشتاء خمسة أقدام إلى سبعة أقدام"؛ صحيح أبي داود. وكما يبتدئون من الزَّمان بالشِّتاء فإنهم يبدؤون من الأوقات باللَّيل، ولذلك صار التاريخ به مِن دون النَّهار؛ وإنِّما كان عندهم كذلك؛ لأن الظُّلمة الأولُ والضِّياء داخل فيه، وهذا ما يشهد له الشرع كذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنعام: 13]، وقال: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ﴾ [يونس: 67]، وقال: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ﴾ [الإسراء: 12]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل والنهار مَثْنَى مَثْنَى))؛ صحيح أبي داود.
كما أنَّ كلَّ معتبرهم بمسير القمر، والشهور عندهم هي الشهور القمرية، ويعظِّمون منها أربعة: ذو القعدة وذو الحجة والمحرَّم ورجب، وهذا مما يشهد له الشرع كذلك؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [التوبة: 36]؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الشهر يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غمَّ عليكم فأكمِلوا العدَّة))؛ صحيح النسائي. ولعلَّ هذا مما أخذوه مِن دين إبراهيم قبل أن يُغَيّروه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول مَن غيَّر دين إبراهيم: عمرو بن لُحي بن قَمَعَة بن خِنْدِف أبو خُزَاعَة))؛ صحيح الجامع. ولا اعتبار عندنا بالتقويم المسيحي أو الميلادي كما يُسمى حديثًا، بل التقويم القمري هو مِن ديننا؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [التوبة: 36]، وضَع الله هذا النظام يوم أنْ خَلَق هذا الكون، فحسبنا ما أكرَمَنا الله به من هذا الدين المستقيم، والحساب الصحيح الذي عليه يدور فلك الأحكام الشرعية؛ قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ [البقرة: 189].
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾: قال سبحانه: ﴿ أَطْعَمَهُمْ ﴾ ولم يقلْ: أشبعهم؛ لأن خير الطعام ما سدَّ الجوع، وكثرة الشبع ضار في الدنيا والآخرة، فعن عائشةَ قالتْ: "لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع مِن خبز وزيت في يوم واحد مرتين"؛ رواه الشيخان، وعن عطية بن عامر الجُهني قال: سمعتُ سلمان وأُكره على طعام يأكله، فقال: حسبي، إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أكثر الناس شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة))؛ صحيح ابن ماجه. وجاء لفظ " جوع " و" خوف " نكرة للتعظيم والتعميم؛ أي: من كلِّ جوع ومِن كلِّ خوف، فحتى الدَّجَّال والطاعون لا يدخلان مكة؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة، على كلِّ نقب منها مَلَك، لا يدخلها الدَّجَّال، ولا الطاعون))؛ صحيح، مسند الإمام أحمد بتحقيق شعيب الأرناؤوط. فالنعمة تتحقَّق بأمرين: جلب نَفْع ودَفْع ضُر؛ فتحقَّقت لقريش الأولى بما يسَّر الله به من الرحلتين؛ فساق الله إليهم الأرزاق، وتحققت الثانية بإقامتهم حول البيت الذي جعله الله آمنًا، فصاروا في أكمل نعمة، فلا يسع أي عاقل بعد هذا إلا أن يعبدَ الله الذي أسدى إليه هذه النِّعَم، ولا يشرك به شيئًا؛ لأنه المستحقُّ للعبادة وحدَه سبحانه.
Saudi Arabia Restaurant nearby مطاعم العربي للفول والتميس اليماني مطاعم العربي للفول والتميس اليماني 7794 Ray Zakhir, Rei'a Thakhir, Mecca 24237 5136 Ray Zakhir, Mecca Saudi Arabia Latitude: 21. 4511814, Longitude: 39.
مطعم الفوارس للفول والتميس اليماني, مكة 5. 0 7120، الراشدية، مكة 24268، الراشدية، مكة 3612، السعودية تقع في مكان قريب 7219، الراشدية، مكة 24268، السعودية 169 م 7308، الراشدية، مكة 24268 3724، السعودية 230 م 8387، الراشدية، مكة 24268 3640، السعودية 1 كم
كمايتوفر لديهم جلسات داخلية مكيفة... وان فاتك الفول المعلم غير مسؤل المعصوب بالقشطة ممتاز. والقلابة ولا احلى... مع التميس المقمر والجبنة السائلة. اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...