وقد قتل الشنفرى في خلافٍ كبير مع قبيلة سلامان التي قتلت والده، فانتقم الشنفرى منهم بسيفه وهجائه الذي أرّقهم، وقتل منهم 99 رجلاً في أكثر من عراك، إلى أن قتلوه في النهاية. شعراء قتلهم شعرهم - سمير فراج , pdf. وتقول الرواية التاريخية ؛ إنّ الشنفرى قطع وعداً بقتل مئة رجلٍ منهم انتقاماً لأبيه في إحدى قصائده، وإنّ جمجمته التي ركلها أحد قتلته بعد زمن، تسبّبت في دخول عظمة في ساقه، التي تلوثت ومات على إثرها؛ لذا يعرف الشنفرى بأنّه الشاعر الذي أوفى بوعده، بعد أن قُتل. ضيعني أبي صغيراً اشتهر امرؤ القيس بصولاته وجولاته بين الصعاليك، وبمجونه مع النساء ، وبقصائده التي تراوحت بين الغزل والمديح والبطولة، لكنّه، في النهاية، كان ابن أحد ملوك القبائل الأغنياء والمؤثرين، وهو حجر الكندي، ورغم فقدانه لأمه صغيراً، وخروجه إلى الصحراء بعيداً عن كنف أبيه منذ الشباب، إلا أنّ لعنة عائلته ظلّت تلاحقه إلى أن قتل. الخيل والليل والبيداء سدّت طريق الهرب على المتنبي ودفعته حتى يواجه خصمه ثم يُقتل على يده وامرؤ القيس، هو واحد من شعراء المعلقات المشهورين، ومطلع معلقته هو: "قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل، بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ، فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ".
حكاية اشبه ما تكون بالأسطورة، اقتبستها من الكتاب وبتصرف. والكتاب كله قصص عجيبة اشبه منها بالاساطير. يطرح فيها سمير فراج قصص خمسة عشر شاعرا قتلهم شعرهم. ويفتتحه باهداء لافت لا يخلو من ذكاء ولا من طرافة إذ يقول:" إلى قرتي عيني لبنى ونزار هذا هو الشعر فلا تقربا هذه الشجرة". بدءا بالعنوان مرورا بالاهداء وانتهاءا بالقصص العجيبة في هذ الكتاب لا يمكنك الا ان تعجب وتتعجب. بدأت بقرائته قبل 5 أو 6 سنوات غير أني تركته وذلك لصعوبة بعض الابيات فيه رغم ان سمير فراج يقوم بشرح كثير منها ولكنه يغفل في أحيان أخرى عن شرح البعض الآخر. شعرت بحزن كبير على شاعرين هما الكميت وعبيد بن الأبرص. فالكميت مات بسبب موقف سياسي بطولي ومشرف. أما عبيد فهو الشاعر الذي لم يقتله شعره بل قتله ما لم يقله من شعر! كتاب شعراء قتلهم شعرهم. كتاب يستحق القراءة غير أنه يحتوي على أخطاء أملائية مزعجة كجعل الياء المنقوطة ياء مقصورة والعكس مما يلبس المعنى ويغيره. والعيب الثاني غموض بعض الابيات والمفردات مما يجعل الكتاب جاذبا فقط لمن هم مطلعين جيدين على الشعر ومتمكنين نوعا ما من اللغة والا فاظن انه كتاب صعب نوعا ما على من لغتهم العربية ضعيفة أو متوسطة، وسيسبب عزوفهم عنه... بعد هذا الكتاب لا تملك الإ أن تقول ومن الشعر ما قتل ،فكرة الكتاب رائعة يعيبه الأحكام الأخلاقية التى يحاكم بها المؤلف من نقل عنهم من الشعراء و هذا غريب جدا أن ترى المؤلف يخجل من بعض الشعر و السلوك الشخصى فلا ينقله لنا حتى ولو من باب العلم بالشىء فى الوقت الذى يكتب الأصفهانى الأغانى فلا يترك شاردة ولاواردة بخصوص أى من الشعراء مهما كانت تختلف مع معتقداته وقناعاته إلا و ذكرها.
وبينما عرف المتنبي بالزهو لفرط قوة شعره، فإنّه هجا رجلاً بخيلاً وجباناً، في حادثة حصلت له مع ذلك الرجل، وهو ضبة بن زيد الأسدي، الذي لم يرد على المتنبي بخيرٍ أو بشرّ، إلا أنّ أخاه، ويدعى فاتك الأسدي، غضب لما وصف فيه المتنبي أخاه وعائلته من هجاء، وأدرك أنّ قصيدته فيهم، ولا بدّ من أنّ العرب ستتناقلها طول الزمن، فأضمر الشرّ، وبقي مترصداً للمتنبي إلى أن لقيه، بحسب الروايات التاريخية، في طريقٍ، سدته قصيدة المتنبي الشهيرة: "الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، فقد واجهه فاتك بقصيدته هذه، واصفاً إياه بالجبان، إذا هرب، فلم يهرب المتنبي، وقتل في تلك الحادثة. حامل موته بيده يتميز طرفة بن العبد بأنّه شاعر شاب تفوق على العديد من كبار الشعراء في عصره؛ فقد تفوق عليهم من خلال مآسيه الخاصة؛ إذ مات والده وهو طفل، وسرق أقاربه ميراثه، فعانى الفقر بعد طفولةٍ ميسورة، وكتب أعذب القصائد في الحب والحكمة، وهو من أصحاب المعلقات، ومطلع معلقته المشهورة: "لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ، وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـم، يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ".
اشتهر امرؤ القيس بصولاته وجولاته بين الصعاليك، وبمجونه مع النساء، وبقصائده التي تراوحت بين الغزل والمديح والبطولة ورغم تنوع قصائده بين الغزل والحكمة والطبيعة، إلا أنّ طرفة بن العبد، لم يكن ليلقى مصيراً أفضل من سابقيه من الشعراء، ممن انتقدوا أو هجوا القادة في قصائدهم، فهو لم يهب من انتقاد ملك الحيرة الشهير عمرو بن هند، الذي كان صاحب دهاء وبطش شديدين، فاختار لطرفة ميتةً ستظلّ حديثاً لكلّ الأجيال، بدهشتها وبشاعتها؛ إذ أرسله بكتابٍ خاص، رسولاً إلى عامل البحرين في ذلك الزمن، وكان الكتاب يضمّ أمراً من عمرو بن هند بقتل طرفة، الذي قتل وهو لم يتجاوز السادسة والعشرين من العمر. تصفح وتحميل كتاب شعراء قتلهم شعرهم Pdf - مكتبة عين الجامعة. الجمال لا يعفي من الموت من بين الشعراء العرب، يُقال إنّ جمال وجه وضاح اليمن، نافس جمال قصائده، وقد اختلف العرب في أصله، إن كان فارسياً أم يمنياً، لكنّ أحداً لم يختلف في أنّه، وقصائده، سعيا خلف النساء، ومديحهن والتغزل بهن. لكنّ شعره لم يكن غزلاً عفيفاً، بل اتسم هو الآخر بالفحش كما كانت تقول العرب، وقد تجاوزت قصائده العديد من عادات العرب وأخلاقهم، ومنها قوله: "سموت إليها بعدما نام بعلها... وقد وسدته الكف في ليلة الصرد، أشارت بطرف العين أهلاً ومرحباً... ستعطي الذي تهوى على رغم من حسد".
بعد أن قتل بنو أسدٍ والد امرىء القيس، ونهبوا ثروته، دار بين العرب يطلب ثأر أبيه، وقد عاونته بعض القبائل بالرجال والسلاح، مما جعل بني أسد يفرون من وجهه، إلا أنّه لاحقهم وقاتلهم، وكثر أعداؤه من القبائل بعدما قوي، ونكّل بالعديد منهم، فلجأ إلى قيصر الروم في المشرق، الذي أجاره، إلى أن بعث بنو أسد برجلٍ يسمى الطماح، كشف لقيصر حبّ امرئ القيس لابنته، وكيف أنّه كتب بها قصائد غزلٍ فاحش كعادته حين يتقرب من النساء، فقام قيصر بتسميمه والتخلص منه، وذلك بعد زمنٍ على أخذ امرئ القيس بثأره من بني أسد، وهو الذي قال حين بلغه خبر مقتل أبيه وهو سكران: "ضيعني أبي صغيراً وحملني دمه كبيراً، اليوم خمر، وغداً أمر". الخيل والليل تقتل شاعرها لم يكذب أبو الطيب المتنبي، حين قال: إنّ الخيل والليل والبيداء تعرفه جميعاً، فهو شاعر شقّ الآفاق، ولم يقترب من نجمه ولغته وجمال شعره أي شاعرٍ في التاريخ العربي تقريباً، لكنّ قصائده، التي مدحت بطولات سيف الدولة الحمداني، وهجت كافور الإخشيدي في مصر، وتغنت بالحكمة والطبيعة في أرض العرب، حملت رغم عظمتها وتنوعها بذور مقتله وموته. ورغم قوله: "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، وأسمعت كلماتي من به صممُ"، ورغم تغنّيه بالكتب والقراءة والثقافة أيضاً، إلّا أنّه قتل في النهاية بسبب الهجاء، الذي لا يمثل جزءاً أساسياً من شعره.