عروض المزرعة اضغط على رقم 2 لمشاهدة باقى العروض عروض نت
كما يتنمى للزائرين الكرم تسوق سعيد …
عروض أسواق المزرعة الرياض الخرج حتى 15 أغسطس 2018 - YouTube
ولأهمية هذا الأمر ذكر الحق سبحانه ما يقابل أولئك الناس من المؤمنين الذين لا يفرقون بين الرسل، وكيف أعد لهم أجورهم دون أن يبخس حقاً من حقوقهم، فقال عز من قائل: (والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيماً) النساء 152. من هنا تظهر النكتة في قوله تعالى: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون) المائدة 49. من بعد هذه المقدمة نصل إلى أن فريقاً من بني إسرائيل قد نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان، وسيظهر هذا المعنى من خلال تفصيل الآيات التي أشارت إلى نبذهم كتاب الله في المساحة المخصصة للتفسير، وكذلك سيظهر أن المقصود من نبذهم للكتاب لا يراد منه جميع ما في الكتاب وإنما المقصود أنهم طرحوا الجزء الذي يتضمن الإشارة إلى صفات النبي (ص) والبشارة به إضافة إلى الأمر الموجه إليهم باتباعه والسير على نهجه، ومما يؤسف له أن القوم قد نبذوا جميع هذه التوجيهات واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان كما بينا.
فإن قيل: كيف يصح منهم نبذ الكتاب الذي يتمسكون به؟ أقول: نبذهم للبشارة بالنبي محمد (ص) وصفاته ونعته يعد نبذاً لجميع ما في التوراة، وقد بينا هذا في مطلع بحثنا علماً أن موضوع الآيات لا يخرج عن هذا الجانب فتأمل. قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) البقرة 102. لما تحدث الحق سبحانه عن نبذهم الكتاب وراء ظهورهم أتى ههنا بما يقابل هذا النبذ وهو الاتباع، فهم قد نبذوا الكتاب من جهة واتبعوا ما تتلوا الشياطين على عهد سليمان من جهة أخرى، أي جعلوا طريق الشياطين هو نفس الطريق المتبع لديهم، ويجب أن نلاحظ دقة التعبير في هذا السياق، فالله تعالى لم يقل واتبعوا ما تلته الشياطين بل قال: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) من سياق البحث. واتبعوا ما تتلوا الشياطين مكتوبة. وفي هذا التعبير ما يدل على أن اتباعهم للشياطين لا يمكن أن يحد بزمان دون غيره فهو لا يزال إلى اليوم والآية تثبت براءة سليمان (عليه السلام) من الكفر الذي كان منتشراً بين الناس بسبب فعل الشياطين، وهذا ما بينه سبحانه بقوله: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) من سياق البحث.
واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون - 103.
المشروع هو محاكاة الكترونية للمصحف الشريف - متوفر بجميع اللغات - مع اسباب النزول, التعريف, ومعاني القرآن الكريم لأكثر من ستون لغة, والترجمة, وسبعة تفاسير, فهرس الصفحات, تفسير السعدي, تفسير القرطبي, تفسير بن كثير, التفسير الميسر, تفسير الجلالين, تفسير البغوي, تفسير الطبري
تفسير آيات البحث: قوله تعالى: (ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) البقرة 101. تصديق الرسول لما معهم يشتمل على قولين: الأول: تصديق البشرى التي نصت عليها التوراة والمتمثلة بمجيء الرسول الخاتم. واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك. الثاني: تصديقه بنبوة موسى وبالتعاليم والتشريعات التي وردت في كتاب التوراة. والقول الأول أرجح لأنه يمثل الجزء المنبوذ من قبل اليهود، ولذا جاء التعبير متناسباً مع ما يطرح وراء الظهور، والمراد من هذا المعنى لا يتعدى حدود الكناية، وكما علمت فإن الجزء إذا ترك وأهمل يعد تركاً لجميع ما في الكتاب كما قدمنا، ومن للتبعيض وذلك لإخراج بعضهم من الآية، وقيل في الذين أوتوا الكتاب رأيين: أحدهما: المقصود من عنده علم الكتاب، ولهذا قرعهم في ختام الآية بقوله: (كأنهم لا يعلمون) من سياق البحث. وثانيهما: إشارة إلى الذين يدعون أنهم من الخاصة، سواء كان لديهم علم بالكتاب أم لم يكن، وهذا أقرب لما نشاهده اليوم من حال المسلمين الذين يزعمون أنهم من أهل القرآن وخاصته، إلا أن أعمالهم لا تنسجم مع المبادئ والقيم التي نزل بها القرآن الكريم، والمراد من (كتاب الله) في الآية هو التوراة وليس القرآن.