المراجع 1
وبحلول عام 1955م، عانى من عدوانية بعض تجار الأثاث السويديين آنذاك، حيث شرع المُصنعون في مقاطعة «إيكيا»؛ احتجاجًا على أسعار«كامپارد» المتدنية، فقاموا بمقاطعة الموردين الذين يتعاملون معه، سعيًا منهم لوأد «إيكيا» في مهدها. ولكن كامپراد لم يقف مكتوف الأيادي، وحول التهديد إلى فرصة، فسعى إلى حيلة مناسبة لمجابهة هولاء التجار، الأمر الذي دفعه لتصميم قطع الأثاث في شركته، فكان يقوم باستلام المواد الخام من الموردين بعيدًا عن الأنظار، وأحيانًا تحت جنح الظلام، ولكن ذلك لم يروق لـ«كامپارد» طويلاً، إذ رأى أن ذلك لم يعد كافيًا للوفاء بمتطلبات «إيكيا»، التي بدأت تكبر شيئًا فشيئًا. اضطر للسفر إلى «بولندا»؛ لشراء الخشب من هناك، مستعينًا بعلاقات تجارية جديدة؛ لتدعم مسيرته التجارية، كما سعى للإهتمام بالعملاء، من خلال تقديم القهوة والكعك داخل المتجر، وهذا سبب أساس شعبية المطاعم الموجودة داخل المتاجر في هذه الأيام. تعلن شركة ايكيا عن توفر وظائف شاغرة لحملة البكالوريوس. وكان الكثيرون يراهنون على فشل «كامپارد» في إدارة الشركة، التي بدأت تتوسع شيئًا فشيئًا, إضافة إلى أن أسواق الولايات المتحدة وأوروبا الشرقية آنذاك تختلف عن أسواق الدول الاسكندينافية. ولكن كامپراد بعزيمة الشاب الطموح وذكاء الكبار دفع «إيكيا» وبكل ثقة نحو التوسع المدروس والمتزن, فمازالت فروعها تنتشر في أوروبا مرورًا بأسيا وإفريقيا.
وتبلغ مساحته حوالي 594 آلاف قدم مربع، أي أكبر من حوالي عشرة ملاعب لكرة القدم الأمريكية. عندما بلغ " كامپراد" السابعة عشر من عمره، كافأه والده بمبلغ مالي صغير؛ لأنه اجتهد في دراسته، وبهذا المبلغ أسس شركة سماها "إيكيا"، في عام ١٩٤٣م، وهي اختصار لعبارة INGVAR Kamprad from Elmtaryd Agunnaryd وهو اسم بلدته في فترة طفولته. في البداية لم تقدم «إيكيا» سوى الأغراض المنزلية الصغيرة والأغراض المكتبية البسيطة مثل الأقلام، والمحافظ، وإطارات الصور، والساعات، والمجوهرات وخزائن النايلون ومنتجات خاصة بالمكاتب بأسعار منخفضة. وبعد عامين من إنطلاق إيكيا، بدأ كامپراد في استخدام شاحنات توزيع الحليب لنقل بضائعه، ثم بعد خمس سنوات، وتحديداً في عام 1948م تم توظيف أول عامل في الشركة. كما قرر توسيع نشاطه، والتخصص في الأثاث، فبدأ بجلب أثاث محلي الصنع، ينتجه صناع محليين من خشب الغابات القريبة من منزله. بحلول عام 1955، بدأت الشركات المصنعة مقاطعة ايكيا، احتجاجا على انخفاض أسعار كامبراد، وهذا أجبره على تصميم العناصر في المنزل. بعد ذلك بدأ الكثير من المنافسين يراهنون علي فشل ايكيا، التي بدأت تتوسع شيئا فشيئا، لكن بإصرار وعزيمة كامپراد دفع إيكيا نحو التوسع، وبدأت تنتشر فروعها في أوروبا مرورًا بأسيا وإفريقيا.
4- الوفاء بالحق مع المؤمن بالإسلام والكافر به، فإن الفضيلة لا تتجزأ، فيكون المرء خسيسًا مع قوم، كريمًا مع آخرين. وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في حلف الفضول: «لو دعيت به في الإسلام لأجبت»(19). وعن عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أيما رجل أمن رجلاً على دمه، ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافرًا»(20). حديث نبوي عن الوفاء. وهذا البيان الحاسم، يكشف عن روح الإسلام في معاملة من لم يدينوا به، فبينما ترى اليهود ينكرون على غيرهم حق الوفاء، ويضنون عليهم بنبل المعاملة، ويحسبون أنهم وحدهم أبناء الله وأحباؤه، وأن الله جعل رحمته وأمانه لشعب إسرائيل فقط، ترى الإسلام يدفع بكمية بالغة عمن منحهم ذمته وأدخلهم في عقده، ويتحدث عن الكافرين إلى المسلمين حديثًا له مغزاه. يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2].
لشدّة جماله وكمال خِلْقته، يخرج النّور من وجهه وثناياه، كما أنّه كان -عليه الصّلاة والسّلام- فصيح اللّسان، شجاعاً، صادقاً وأميناً. و كذلك لقّبته قريشٌ بالصّادق الأمين. وكان كريماً جواداً، صبوراً حليماً، وفيّاً إذا عاهد، رحيماً بالكبير والصّغير، متواضعاً مسامحاً ومسالماً. شديداً أي أنّه كان يسيطر على غضبه. كما قد قال الله تعالى بوصف حسن خلقه: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}. [1] ومهما جُمع من الكلام والحديث، فلن يصف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصفاته العظيمة، وأخلاقه الحسنة الكريمة، صلّى الله عليه وسلّم. [2] خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد مختصر أمر الله تعالى المسلمين بالتّحلّي بالأخلاق الحسنة. كما أوصى رسوله الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- بذلك أيضاً. أحاديث عن الوفاء - الجواب 24. وذلك لما للأخلاق الحسنة من أهميّةٍ وفضلٍ في حياة الفرد و كذلك المجتمع. فالأخلاق الحسنة هي جوهر الإسلام وسنّة الأنبياء والمرسلين، وأهمّ الصّفات الحسنة وأعظمها، والّتي يجب أن يتحلّى بها كلّ مسلمٍ هي الصّبر والحِلم والوفاء بالعهد والعفو، فإن تواحدت هذه الصّفات بالمسلم، صلُح حاله وانتظم سلوكه بإذن الله تعالى، وفيما يأتي ستذكر خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد: [3] قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له".
وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في حلف الفضول: «لو دعيت به في الإسلام لأجبت» وعن عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «أيما رجل أمن رجلاً على دمه، ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافرًا». وفى الحديث «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله». ويروى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة، حتى يوقف بين يدي ربه. فيقال: يا ابن آدم، فيم أخذت هذا الدين، وفيم ضيعت حقوق الناس؟ فيقول: يارب، إنك تعلم أنى أخذته فلم آكل، ولم أشرب، ولم ألبس، ولم أضيع، ولكن أتى على أما حرق، وأما سرق، وأما وضيعة! فيقول الله: صدق عبدي، أنا أحق من قضى عنك، فيدعو الله بشيء فيضعه في كفة ميزانه، فترجح حسناته على سيئاته، فيدخل الجنة بفضل رحمته». فعن أبى قتادة – رضي الله عنه – قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتكفر عنى خطاياي؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: «نعم، إن قتلت وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر: ثم قال: كيف قلت: فأعاد. قال نعم إلا الديْن، فإن جبريل أخبرني بذلك».. الوفاء .. معجزته صلى الله عليه وسلم. وفى رواية أخرى: «يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين».
وقد حثت السنة النبوية الشريفة على الوفاء بالعهد بشتى صوره. يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلَّنَّ عهدًا، ولا يشدَّنَّ حتى يمضى أمره أو ينبذ إليهم على سواء»(6). ويقول -أيضًا-: «من كان له حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة»(7). فالنصوص الدينية تؤكد أن الوفاء بالعهد «من أهم الفرائض التي فرضها الله تعالى لنظام المعيشة والعمران»(8)، وأن نقض العهد -من ثم- كبيرة من الكبائر. وكما تقضى النسبة الطردية بين الوجوب وشدة العقوبة لا بد أن يكون الوفاء بالعهد من الفضائل الأساسية(9). والعهد لا بد من الوفاء به، كما أن اليمين لا بد من البر بها. ومناط الوفاء والبر أن يتعلق الأمر بالحق والخير وإلا فلا عهد في عصيان، ولا يمين في مأثم(10). وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها، فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير»(11). صور من الوفاء بالعهد: من حُسن أخلاق المسلم أن يفي بعهده ووعده الذي قطعه على نفسه، ولا يغدر ولا يخون ما دام هذا العهد لا يخالف الشريعة(12). والأصل في ذلك حديث النبي – صلى الله عليه وسلم -: «المسلمون عند شروطهم إلا شرطًا أحل حرامًا، أو حرّم حلالا»(13).