سلسلة شرح أسماء الله الحسنى (16) اسم الله الرقيب (1) انتهينا - في المناسبة السابقة - من الجزء الثاني من شرح اسم الله "الحليم"، ضمن سلسلة شرح أسماء الله الحسنى في عددها الخامس عشر. فعرفنا أن من علم أن له ربًّا حليماً على من عصاه وخالف أمره، وجب عليه أن يمتثل أثر الإيمان بهذا الاسم، فيحلُم بدوره على من خالفه، وعصى أمره، أو ربما ظلمه وأساء إليه. معنى اسم الله الرقيب (1). وتبينا أن تمثل مقتضيات هذا الاسم، يكسر سورة الغضب، ويطفئ جذوة الانتقام، ويكسب النفس طمأنينة، والقلب هدوءا، والصدر انشراحا. ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]. ونريد - اليوم إن شاء الله تعالى - أن نطرق اسماً آخر من أسماء الله البديعة، ونعتاً آخر من نعوته الجليلة، مما لو عرفنا حقيقته، واستجلينا عظمته، انضبطت أفعالنا، وصدقت أقوالنا، وحسنت تصرفاتنا، واستقامت علاقاتنا. ولما ساءت أحوال بعضنا، ولا كثرت الخصومات بين كثير منا، ولا انتشرت الاعتداءات في صفوف بعض شبابنا، ولا سمعنا عن أخبار الاعتداءات والتجاوزات في حق بعضنا، ولا عرف أكلُ أموال الناس بالباطل من سرقة، ورشوة، وتزوير، وتحايل، طريقا إلى أخلاقنا. إنه اسم الله " الرقيب "، الذي يرقب كل شيء ويحفظه، ويعلم كل شيء ويخبُرُه.
معنى اسم الله (الرقيب) في حقه سُبْحَانَهُ: قال الطبري -رحمه الله- عند قوله سُبْحَانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: ١]: «حفيظًا محصيًا عليكم أعمالكم متفقِّدًا رعايتكم حرمة أرحامكم وصلَتكم إياها وقطْعَكُموها وتضييعَكُم حرمتها» (١). قال الحليمي -رحمه الله-: «الرقيب الذي لا يَغفل عن ما خلق فيلحقه نقص أو يدخل عليه خلل» (٢). قال القرطبي -رحمه الله-: «فهو سُبْحَانَهُ الرقيب المُرَاعي أحوال المرقوب، الحافظ له جملة وتفصيلًا، المحصي لجميع أحواله، وذلك راجع إلى العلم والمشاهدة، وهو الإدراك والإحصاء وهو عَدُّ ما يَدِقُّ ويَجِلُّ من أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، وسائر أحواله وتصرفاته، ومراعاة وجوده وعدمه، وحياته وموته» (٣). قال الزجاج -رحمه الله-: «الرقيب هو الحافظ الذي لا يغيب عما يحفظه، يقال: رقبت الشيء أرقبه رقبة، وقال الله تَعَالَى ذكره: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨] » (٤). قال السعدي -رحمه الله-: « (الرقيب) المطلع على ما أَكَنَّتْه الصدور، القائم (١) تفسير الطبري (٦/ ٣٥٠). ص105 - كتاب موسوعة شرح أسماء الله الحسنى - الرقيب جل جلاله - المكتبة الشاملة. (٢) المنهاج في شعب الإيمان (١/ ٢٠٦). (٣) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (١/ ٤٠٤ - ٤٠٥).
مقتضى اسم الله الرقيب وأثره: اسم الله الرقيب من الأسماء التي تغرس في قلب العبد مراقبةَ الله تعالى في الأقوال والأعمال، في السر والعلن، قال عبدالله بن المبارك لرجل: راقب الله تعالى، فسأله عن تفسيرها فقال: "كن أبدًا كأنك ترى الله عزَّ وجلَّ" ( إحياء علوم الدين للغزالي). فاستحضار معاني اسم الله الرقيب له أثرٌ في استقامة المسلم، فمتى ما علم المسلم وأيقن بأن الله يراقبه ويطَّلع عليه، أقبَلَ على الطاعات، وابتعد عن المعاصي والسيئات؛ رغبةً في ثواب الله وفضله، ورهبةً من عذابه وعقابه. قال ابن القيم: "المراقبة هي التعبُّد بأسمائه تعالى: الرَّقيب، الحفيظ، العليم، السميع، البصير؛ فمن عَقَلَ هذه الأسماء وتعبَّدَ بمقتضاها، حَصَلتْ له المراقبة" ( مدارج السالكين لابن القيم).
وعن قتادة (إنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) أي: حَفِيظاً، في قول الحسن وقتادة. وقال الزجاج:" الرقيب" هو الحافظ الذي لا يغيب عمّا يحفظه. يقال: رقبتُ الشيءَ أرقبهُ رِقبة، وقال الله تعالى ذكره: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18). قال الخطابي بعد أنْ نقل قول الزجاج: وهو – أي الرقيب – في نُعُوت الآدميين: المُوكَّلُ بحفظ الشيء، والمترصِّد له، المتحرِّزُ عن الغفلة فيه. قال الحليمي:"الرّقيب" وهو الذي لا يغفل عما خَلَق؛ فيلحقه نقصٌ، أو يَدخل خللٌ من قِبَلِ غفلته عنه. قال ابن الحصار:"الرقيب" المُراعي أحوال المَرقوب، الحافظ له جُملةً وتفصيلاً، المُحْصي لجميع أحواله. وذلك راجع إلى العلم والمشاهدة، وهو الإدْراك والإحصاء، وهو عدُّ ما يدقُّ ويجلُّ من أقواله وأفعاله، وحركاته وسكناته، وسائر أحواله وتصرفاته، ومراعاة وُجُوده وعدمه، وحياته وموته. فهو إذن يتضمّن صفات الذات؛ بمتعلقات مخصوصةٍ من الأفعال. اهـ. وقال السعدي:"الرقيب" المطّلع على ما أكنّته الصُّدور، القائم على كل نفسٍ بما كسبت، الذي حَفِظ المخلوقات؛ وأجراها على أحسنِ نظام؛ وأكمل تدبير. من آثار الإيمان باسم الله "الرقيب" 1- يجب على كلّ مُكلّف أنْ يعلم: أنّ الله جلّ شأنه هو الرَّقيب على عباده، الذي يُراقب حركاتهم وسكناتهم، وأقوالهم وأفعالهم؛ بل ما يَجُول في قُلوبهم وخواطرهم، لا يَخْرج أحدٌ مِنْ خَلْقه عن ذلك؛ قال سبحانه: (واعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) (البقرة: 235) وقال: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً) (غافر: 7) قال القرطبي: ورقيبٌ بمعنى رَاقِب، فهو مِنْ صفات ذاته، راجعة إلى العلم والسَّمع والبصر؛ فإن الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدّس عن مباشرة النسيان.
ولئن تصرف بعض الناس بخداع إخوانهم الدنيا، فلبَّسوا عليهم بحيلهم ومكرهم، فإنهم يوم القيامة على رؤوس الأشهاد مُفتضَحون، وبغَدَراتهم وفَجَراتهم مُكتشفون. ﴿ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [ق: 27 - 29]. وكيف حجتهم يوم القيامة، وكتابهم ينطق عليهم بسوء أعمالهم، وقبح ما جنته أيديهم؟ قال - تعالى -: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 17، 18]. وقال - تعالى -: ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 29]. قال ابن القيم - رحمه الله -: "المراقبة: دوامُ علم العبد وتيقنِه باطِّلاع الحق - سبحانه وتعالى - على ظاهره وباطنه". وقال ابن الحصار: "الرقيب: المراعي أحوال المرقوب، الحافظُ له جملة وتفصيلاً، المُحصي لجميع أحواله". وَهْوَ الرَّقِيبُ عَلَى الخَوَاطِرِ واللَّوَا ♦♦♦ حِظِ كَيْفَ بالأَفْعَالِ بالأَرْكَانِ؟ فلو علم اللص أن الله يراه، وأن المَلَك يحفظ عليه فعله، وأن كتابه منشور بين يديه، لما أقدم على السرقة.
احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ. تَعَرَّفْ إِلَى الله فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ" رواه أحمد، وهو في صحيح الجامع. وثلاثة من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، أحرزوا هذه المرتبة الجليلة، واستحقوا هذه المنقبة العظيمة، بسبب استحضارهم لصفة المراقبة، وهم: الذي دعته امرأة ذات جمال ومنصب فقال: إني أخاف الله، والذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، والذي ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. لم يراقب اللهَ من اؤتمن على وظيفة، فجعلها مطية لقضاء مصالحه الخاصة. ولم يراقب اللهَ من عَينت له الدولة أو الشركة أجرة مقابل عمله، ثم هو يتطلع إلى إتاوات المرتادين، ويطمع في أعطيات الزائرين. لم يراقب اللهَ من تعاقد مع الدولة أو الشركة على عدد من الساعات، ثم هو يتكاسل في أدائها، ويدعي كذبا إنجازها. لم يراقب الله من اؤتمن على مصلحة أيتام، ثم أكل أموالهم أو تصرف فيها بمصلحته لا بمصلحتهم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ الله رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلاَّ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ" البخاري. إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ سَاعَةً وَلَا أَنَّ مَا تُخْفِيهِ عَنهُ يَغِيبُ
فماذا حصل؟! أقول: لا تتعجب فإن هذه المتاجر العملاقة تحرص على وضع "كاميرات مراقبة» في كل زاوية من زواياها، فلما تعطل عملها بانقطاع التيار الكهربائي وقعت السرقات! فإنها ليست أمانة العملاء ولا الثقة في العملاء -كما يقولون- لكن من الناس من لا يراقب الله، لكنه يراقب أعين الناس! فإذا غفل الرقيب البشري اقترفوا الفواحش والمعاصي لا يتورعون عن شيء منها!
يشعر معظم النساء الحوامل خلال الثلث الثاني من الحمل أنهن بأفضل أوقات الحمل وأكثرها راحةً وأماناً، حيث انقضت فترة القيء والغثيان بالثلث الأول من الحمل، وانخفض خطر الإجهاض، وما زالت أوجاع وآلام الشهر التاسع بعيدة، وتفصل بينهن وبين الاستعداد للولادة فترة من الوقت. غير أنه مع وصول الحامل إلى الشهر الخامس تبدأ أعراض جديدة في الظهور؛ نظراً لنمو الجنين وزيادة حجمه، ويرافق الشهر الخامس بعض المخاطر. نستعرض فيما يلي أهم مخاطر الشهر الخامس من الحمل. أعراض مشاكل الشهر الخامس من الحمل تصل الحامل في الشهر الخامس منتصف الرحلة تقريباً إلى لقاء مولودها، وتستطيع الآن الشعور بحركة جنينها والتي غالباً ما تكون كرفرفة الفراشات الصغيرة في محيط المعدة. وبالإضافة إلى حركة الجنين فقد تلاحظ الحامل مجموعة من الأعراض التي تتراوح في شدتها وخطورتها. فيما يلي أهم أعراض مشاكل الشهر الخامس من الحمل: ضيق التنفس مع زيادة ضربات القلب. نزيف الأنف أو نزيف اللثة. حرقة بالمعدة. دوخة، وشعور بالإرهاق والتعب. تورم القدمين مع احتمال ظهور الدوالي. اعراض الاجهاض في الشهر الخامس الولد. الإمساك وصعوبة في الهضم. صداع. ألم الظهر. كبر حجم الثديين. زيادة ملحوظة بوزن الجسم.
شذوذ الكروموسومات: والتي قد تكون عند أحد أو كلا الزوجين وتؤدي إلى إسقاط الحمل أو تشوهات الأجنة. اضطرابات تخثر الدم: من أكثر أسباب الإجهاض المتأخر في الشهر الخامس والسادس وحتى أشهر الحمل التالية، وكذلك من أهم عوامل الإجهاض المتكرر. متلازمة الأجسام المضادة الفوسفولية (APS): وهي متلازمة تجعل الدم أكثر عرضة للتخثر مما يسبب الإجهاض المتأخر واإجهاض المتكرر، ولكنها حالة ليست شائعة. العدوى: قد تجعلك العدوى أكثر عرضة للإجهاض، لأنها قد تصل إلى الطفل وتؤثر عليه وربما تتسبب في إنهاء الحمل. علامات الاجهاض في الشهر السادس - اجمل جديد. شكل الرحم: ليس من الواضح مدى مساهمة الرحم غير الطبيعي في حدوث الإجهاض افي وقت متأخر مثل الشهر الخامس أو السادس. فلا يبدو أن الاختلافات الطفيفة تسبب الإجهاض، ولكن الأورام الليفية والأورام الحميدة الكبيرة قد تكون مرتبطة بالإجهاض في هذا الوقت. الظروف الصحية طويلة الأمد: يمكن لبعض الحالات الصحية طويلة الأمد أن تزيد من خطر حدوث إجهاض في الثلث الثاني من الحمل ، خاصة إذا لم يتم علاجها أو السيطرة عليها جيداً، مثل مرض السكري، أمراض الكلى، أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، متلازمة تكيس المبايض، اضطرابات الغدة الدرقية، الذئبة.