فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله" رواه البخاري ومسلم. قال في فتح المجيد: (وقد أجمع العلماء على أن من قال: "لا إله إلا الله" ولم يعتقد معناها، ولم يعمل بمقتضاها: أنه يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات). والكلام حول حقوق هذه الكلمة يطول، ويمكن الرجوع في ذلك إلى فتح الباري شرح صحيح البخاري، وإلى شرح النووي على صحيح مسلم وغيرهما. والله أعلم.
شروطها ونواقضها: دلت النصوص الشرعية الكثيرة على أن الفوائد والفضائل العظيمة لكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله)، التي سبقت الإشارة إلى بعضها، والتي من أهمها: الحكم بإسلام صاحبها، وعصمة دمه، وماله، وعرضه، ودخول الجنة، وعدم الخلود في النار، أنها لا تحصل لكل من نطق بهذه الكلمة، بل لا بد من توافر جميع شروطها، وانتفاء جميع نواقضها، فكما أن الصلاة لا تقبل ولا تنفع صاحبها إلا إذا توافرت جميع شروطها: من الوضوء واستقبال القبلة وغيرهما، وانتفت مبطلاتها، كالكلام، والضحك، والأكل، والشرب وغيرها، فكذلك هذه الكلمة، لا تنفع صاحبها إلا باستكمال شروطها، وانتفاء نواقضها. الفرعُ الثالثُ: مِن فَضائِلِ شَهادةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: أنَّها العَهدُ الذي يتَّخِذُه المُوَحِّدُ عندَ اللهِ - الموسوعة العقدية - الدرر السنية. ولذلك لما قيل لوهب بن منبه: ( أليس مفتاح الجنة: لا إله إلا الله ؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك). ولما قيل للحسن البصري: إن ناساً يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة ؟ قال: ( من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة) ومن أجل عدم تحقق بعض هذه الشروط لم تنفع هذه الكلمة جميع المنافقين الذين نطقوا بها، وفعل كثير منهم بعض شعائر الإسلام الظاهرة. ويدل على وجوب توفر شروط هذه الكلمة وعلى وجوب انتفاء موانعها على وجه الإجمال قوله: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)) فيدخل في حقها: الإتيان بشروطها، واجتناب نواقضها.
قال اللهُ تعالى: لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا [مريم: 87].
وكذلك في أحاديثِ الشَّفاعةِ كُلِّها إنَّما يَشفَعُ في أهلِ التَّوحيدِ، فبحَسَبِ توحيدِ العبدِ للهِ وإخلاصِه دينَه لله يَستَحِقُّ كرامةَ الشَّفاعةِ وغَيرِها. شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي الإيمان والعمل - إسلام ويب - مركز الفتوى. وهو سُبحانَه عَلَّق الوَعدَ والوَعيدَ والثَّوابَ والعِقابَ والحَمدَ والذَّمَّ بالإيمانِ به وتوحيدِه وطاعتِه؛ فمن كان أكمَلَ في ذلك كان أحَقَّ بتولِّي اللهِ له بخَيرِ الدُّنيا والآخِرةِ) [606] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (27/ 440).. انظر أيضا: الفرعُ الأولُ: مِن فَضائِلِ شَهادةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: أنَّها أعظَمُ نِعمةٍ أنعَمَ اللهُ عزَّ وجَلَّ بها على عِبادِه. الفرعُ الثاني: مِن فَضائِلِ شَهادةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: أنَّها أعلى شُعَبِ الإيمانِ. الفرعُ الرابعُ: مِن فَضائِلِ شَهادةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: أنَّها القَولُ الثَّابتُ. الفرعُ الخامسُ: مِن فَضائِلِ شَهادةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: أنَّها الكَلِمةُ الطَّيِّبةُ.
2- اليقين وهو أن تستيقن جازمًا بمدلولها، لأنها لا تقبل شكا، ولا ظنا، ولا ترددا، ولا ارتيابا بل يجب أن تقوم على اليقين القاطع الجازم، فقد قال عزوجل يصف المؤمنين:( إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أوليك هـم الصـدقون)، فلا يكفي مجرد التلفظ بها، بل لابد من تيقن القلب، فإن لم يحصل فهو النفاق المحض، قال ﷺ: « أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » مسلم. 3- القبول فإذا علمت وتيقنت، فينبغي أن يكون لهذا العلم اليقينى أثره، وذلك بقبول ما اقتضته هذه الكلمة بالقلب واللسان، فمن رد دعوة التوحيد ولم يقبلها كان كافرا، سواء كان ذلك الرد بسبب الكبر أو العناد أو الحسد، وقد قال الله عزوجل عن الكفار الذين ردوها استكبارا: « إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * 4 - الانقياد للتوحيد انقيادا تاماً، وهذا هو المحك الحقيقي، والمظهر العملي للإيمان، ويتحقق هذا بالعمل بما شرعه الله وترك ما نهى عنه، كما قال عزوجل: ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور). وهذا هو تمام الانقياد.
قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّه) رواه مسلم. فمن قال "لا إله إلا الله " ولم يكفر بالأديان الأخرى ويكفر الكفار لا يصح إسلامه، فالذي يعتقد أن اليهود والنصارى وجميع الكفرة أنهم على حق، وأن دينهم ليس بباطل، أو رضي بدينهم فهو كافر، ولا يصح إسلامه حتى يكفر بهذه الأديان كلها ويؤمن بدين واحد هو دين الإسلام. ج- شروط شهادة أن لا إله إلا الله: لشهادة أن لا إله إلا الله سبعة شروط وهي: 1. العلم: وهو العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً، المنافي للجهل بذلك، قال الله عز وجل: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [محمد: 19]. شهادة ان لا اله الا الله للاطفال. وقال عز وجل: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} الزخرف: 86. {شهد بالحق} أي: بلا إله إلا الله؛ {وهم يعلمون} أي: بقلوبهم معنى مانطقوا به بألسنتهم. عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّة َ) رواه مسلم وأحمد. 2. اليقين: وهو اليقين المنافي للشك، وذلك بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك، قال الله عز وجل: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} [الحجرات: 15].
ارفع راسك قائلًا: " الله أكبر " فارشًا قدمك اليسرى جالسًا عليها وناصبًا رجلك اليمنى واضعًا يديكَ على فخذيكَ وركبتيك وقل: " رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني "، وعليك الاطمئنان في هذا الجلوس. اسجد للركعة الثانية وافعل فيها كما فعلتَ في السجدة الأولى. ارفع راسك " قائلًا الله أكبر "، واجلس جلسة خفيفةً مثل الجلسة بين السجدتين، وتسمى جلسة الاستراحة، وهي مستحبة وإن تركتها فلا حرجَ عليك. كيفيه جمع صلاه الظهر والعصر سريه. قم للركعة الثانية وافعل كما فعلت في الركعة الأولى وبعد الانتهاء من السجدتين والجلوس، اقرأ التشهد وهو أن تقول: " التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ". انهض قائمًا متعمدًا على ركبتيك رافعًا يديك إلى أُذنيك قائلًا " الله أكبر "، وافعل كما فعلت في الركعة الأولى دون أن تقرأ آيات من القرآن بعد الانتهاء من سورة الفاتحة ثم تأتي الركعة الرابعة، وإن قرأت في الركعة الثالثة أو الرابعة زيادة على سورة الفاتحة فلا بأس لثبوت ذلك عن نبينا محمد صلَّ الله عليه وسلم. عند الجلوس في الركعة الرابعة بعد السجدتين والانتهاء من التشهد، اقرأ الصلاة الإبراهيمية وهي أن تقول: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد".
[٦] [٧] وقد كانت الحكمة في سريّة صلاتي الظهر والعصر هو أنّ النهار وقت للسعي في طلب الرزق؛ فإذا قرأ المسلم بنفسه وفي سرّه ازداد خشوعه وابتعد عن الانشغال بغير الصلاة من أمور أخرى، وأمّا إذا قرأ الإمام بصوت عالٍ فقد يدور في بال المسلم أمور أخرى لأنّ الإمام هو الذي يقرأ وليس المصلّي.
استمرار العذر إلى دخول وقت الثانية: بمعنى أن يكون سبب التأخير مستمر حتى انقضاء الفترة المتاحة لصلاة الظهر، وهذه هي البنود التي وضعها الشافعية. جمع العصر مع الجمعة - جمع الظهر مع العصر يوم الجمعة. 2- شروط جمع التقديم إن جمع الصلوات له أسس يجب السير على أساسها، وعند جمع التقديم بين الصلوات خاصة بين صلاة الظهر والعصر لابُد من توافر بعض الشروط ومنها: الترتيب بين الصلاتين: حيث يجب أن تُصلى أولًا الصلاة التي لها الموعد الأول، ثم تُصلى الصلاة الثانية. نية الجمع: يجب أن توضع النية لجمع الصلوات قبل صلاة الأولى، حيث توضع النية لصلاة العصر مع الظهر قبل صلاة الظهر. الموالاة بين الصلاتين: يجب أن تكون الفترة بين الصلاتين قصيرة. استمرار العذر: إذا انتهى العذر قبل موعد الصلاة الثانية، تُصلى الصلاة الثانية في موعدها.
[٧] هل يجب الترتيب في جمع التأخير؟ يقصد بذلك أن تؤدى الصلوات المجموعة حسب ترتيبها الزمني، فتصلى الظهر قبل العصر، والمغرب قبل العشاء، وهذا الترتيب قد قال بوجوبه جمهور العلماء ، سواءً كان هذا الجمع جمع تقديم أم جمع تأخير، [٨] فيما ذهب الشافعية إلى أن الترتيب ليس شرطًا في جمع التأخير، وأنه سنة مستحبة فقط، وإنما هو شرط واجب في جمع التقديم حصرًا. [٩] هل يجوز القصر للمسافر في جمع التأخير؟ يتفق الفقهاء القائلون بمشروعية جمع الصلوات في السفر على أن المسافر له أيضًا أن يقصر هذه الصلوات، وهؤلاء الفقهاء هم جماهير الشافعية والمالكية والحنابلة، ولا فرق عندهم بين القصر في جمع التقديم أو جمع التأخير. [١٠] وقد استند هؤلاء الفقهاء إلى الكثير من الأدلة من القرآن الكريم قول الله عز وجل: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} ، [١١] وإلى الكثير من الأحاديث النبوية التي تثبتُ ذلك. كيفية صلاة الظهر - حياتكَ. [١٠] فمن الأدلة من السنة ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه قال: "صَحِبْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَكانَ لا يَزِيدُ في السَّفَرِ علَى رَكْعَتَيْنِ، وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ كَذلكَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ".