تاريخ المعركة ومكانها: صباح يوم الجمعة، ۱۷ شهر رمضان عام ۲ﻫ، منطقة بدر، وبدر اسم بئر كانت لرجل يدعى بدراً، تبعد (۱۶۰) كيلو متراً عن المدينة المنوّرة. عدد الجيش: خرج رسول الله (ص) في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ومعهم سبعون بعيراً، وفرسان أحدهما للزبير بن عوام والآخر للمقداد بن الأسود. والله لو علموا قبيح سريرتي ... أبيات رائعة. وخرجت قريش في تسعمائة وخمسين مقاتلاً، ومعهم سبعمائة بعير، ومائتي فرس. استشارة الصحابة: استشار رسول الله (ص) أصحابه في طلب قافلة أبي سفيان ومحاربة قريش، فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله، إنّها قريش وخيلاؤها، ما آمنت منذ كفرت، ولا ذلّت منذ عزّت، ولم نخرج على هيئة الحرب، فقال (ص): «اجلس»، فجلس. ثمّ قام عمر بن الخطّاب فقال مثل ذلك، فقال (ص): «اجلس»، فجلس. ثمّ قام المقداد فقال: يا رسول الله، إنّها قريش وخيلاؤها، وقد آمنا بك وصدقنا، وشهدنا أنّ ما جئت به حقّ، والله لو أمرتنا أن نخوض جمر الغضا وشوك الهراس لخضناه معك والله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)، ولكنّا نقول: امض لأمر ربّك فإنّا معك مقاتلون، فجزاه رسول الله (ص) خيراً على قوله ذاك. وقام سعد بن معاذ ـ وهو من الأنصار ـ فقال: بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله، إنّا قد آمنا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به حقّ من عند الله، فمرنا بما شئت، وخذ من أموالنا ما شئت واترك منها ما شئت، والله لو أمرتنا ان نخوض هذا البحر لخضناه معك، ولعلّ الله عزّ وجلّ أن يريك منّا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله.
ثمّ قال: «يا عبيدة عليك بعتبة بن ربيعة»، وقال لحمزة: «عليك بشيبة»، وقال لعلي (ع): «عليك بالوليد». فمروا حتّى انتهوا إلى القوم فقالوا: أكفّاء كرام، فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته، وضرب عتبة عبيدة على ساقه فأطنّها فسقطا جميعاً، وحمل شيبة على حمزة فتضاربا بالسيفين حتّى انثلما. وحمل الإمام علي (ع) على الوليد فضربه على حبل عاتقه، فأخرج السيف من إبطه، قال (ع): «لقد أخذ الوليد يمينه بيساره فضرب بها هامتي، فظننت أنّ السماء وقعت على الأرض»، ثمّ ضربه (ع) ضربةً أُخرى فقتله. ثمّ اعتنقا حمزة وشيبة، فقال المسلمون: يا علي أما ترى أنّ الكلب قد نهز عمّك؟ فحمل عليه الإمام علي (ع) ثمّ قال: «يا عم طأطأ رأسك»، وكان حمزة أطول من شيبة، فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه علي(ع) فطرح نصفه، ثمّ جاء إلى عتبة وبه رمق، فأجهز عليه. وبرز حنظلة بن أبي سفيان إلى علي (ع)، فلمّا دنا منه ضربه علي (ع) ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض، وأقبل العاص بن سعيد بن العاص يبحث للقتال، فلقيه علي(ع) فقتله. و الله لو علِموا قبيح سريرتي **** لأبى السلامَ عليّ من يلقاني [الأرشيف] - مُنْتَدَيَاتُ مِشْكَاة. لا سيف إلّا ذو الفقار: قال الإمام محمد الباقر(ع): «نادى مُنادٍ في السماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا علي».
ولا شك أنه سيتكسب بموهبته هذه بعض الدنانير والنقود، حين يطلب منه هجاء فلانٍ وفلان بمقابل، وهنا حيث يجتمع الطبع والمصلحة تبرز الإساءات المتعمدة والمرتبة والمؤثرة بقدر المردود. ومن المؤسف أن هذه حال بعض من الكتاب والنقاد وكثير من المغردين في عصرنا هذا، حيث امتهنوا أدبيات النقد كوسيلة للترزق والشهرة والبحث والتوغل في أخطاء الآخرين، فما وجدوه كبّروه وعظموه، وحيث لم يجدوا اختلقوا ما يملؤون به صفحاتهم ويستكثرون بجماهيرهم ومتابعيهم أموالاً وأقوالاً.
ففرح بذلك رسول الله (ص) وقال: «سيروا على بركة الله، فإنّ الله عزّ وجلّ قد وعدني إحدى الطائفتين، ولن يخلف الله وعده، والله كأنّي أنظر إلى مصرع أبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، وفلان وفلان». سلام الملائكة على الإمام علي(ع): عن محمّد بن الحنفية قال: بعث رسول الله (ص) علياً في غزوة بدر أن يأتيه بالماء، حين سكت أصحابه عن إيراده، فلمّا أتى القليب وملأ القربة وأخرجها، جاءت ريح فهراقته، ثمّ عاد إلى القليب فملأها، فجاءت ريح فهراقته، وهكذا في الثالثة، فلمّا كانت الرابعة ملاها فأتى بها النبي (ص) وأخبره بخبره. فقال رسول الله (ص): «أمّا الريح الأُولى فجبرائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك، والريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك، والريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك». قال السيّد الحميري بهذه المناسبة: ذاك الذي سلّم في ليلة ** عليه ميكال وجبريل ميكال في ألف وجبريل في ** ألف ويتلوهم سرافيل ليلة بدر مدداً أنزلوا ** كأنّهم طير أبابيل فسلّموا لمّا أتوا حذوه ** وذاك إعظام وتبجيل العناية الإلهية: قد تجلّت العناية الإلهية بالنبي (ص) وأصحابه منذ ليلة المعركة، إذ بعث الله المطر الغزير، والمسلمون يغشاهم النعاس.