فهذا القلب هو أساس الصلاح، متى عمره الله بالتَّقوى والإخلاص استقام الإنسانُ، ومتى كان القلبُ خبيثًا معمورًا بالشرك والمعاصي انقاد للشرِّ؛ ولهذا قال: ألا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسدُ كله، ألا وهي القلب ، هذا القلب هو أساس الصلاح والفساد. فالواجب عليك يا عبدالله أن تعتني بقلبك، تسأل ربَّك التوفيق، قل: يا مُقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك. كان من دعاء النبي ﷺ: يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك ، وهو أفضل الخلق يدعو بهذا الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك، ويا مُصرف القلوب صرِّف قلبي على طاعتك ، يسأل ربَّه التوفيق والثَّبات على الدين، هذا القلب يتقلب، فيسأل ربَّه يقول: اللهم ثبِّت قلبي على دينك، اللهم صرِّف قلبي على طاعتك، يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك، ويا مُصرف القلوب صرِّف قلبي على طاعتك، في سجوده، وفي آخر التحيات، وفي أوقاتٍ أخرى يجتهد في طلب صلاح القلب. وقفات مع حديث "الحلال بين والحرام بين" - إسلام أون لاين. وفَّق الله الجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه.
الوضعية الإشكالية أنكر احد الناصحين على شخص آفة التدخين ووصف فعلها بالمحرم بينما اعتبرها المدخن عادة سيئة لا غير. فهل يا ترى أن الآفة محرمة ؟ أم أنها عادة سيئة ؟ وما الدليل على ذلك ؟ وكيف تقنعه؟ نص الانطلاق عن أبي عبد الله النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الحلال بينٌ وإن الحرام بينٌ، وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدِينه وعِرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملكٍ حمًى، ألا وإن حمى الله محارمُه، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)). رواه البخاري ومسلمٌ شرح المفردات بيـنٌ: ظاهر. مشتبهاتٌ: المشكل؛ لما فيه من عدم الوضوح. حديث الحلال بين والحرام بين - جامع العلوم والحكم. لا يعلمهن: لا يعلم حكمها؛ لتنازع الأدلة، استبرأ لدينه وعرضه: طلب البراءة وحصل عليها. وقع في الشبهات: اجترأ على الوقوع فيها. الـحِمَى: المحمي المحظور على غير صاحبه. يوشك: يسرع أو يقترب. أن يرتع فيه: تأكل منه. محارمه: المعاصي التي حرمها الله. مضغة: قطعة لحم قدر ما يمضغ في الفم.
للشبهات حكم خاص بها، عليه دليل شرعي يمكن أن يصل إليه بعض الناس وإن خفي على الكثير. من لم يتوق الشبهة في كسبه ومعاشه وسائر معاملاته فقد عرض نفسه للطعن فيه. التنبيه على تعظيم قدر القلب والحث على إصلاحه، فإنه أمير البدن بصلاحه يصلح، وبفساده يفسد. تقسيم الأشياء من حيث الحل والحرمة إلى ثلاثة أقسام: حلال بيِّن وحرام بيِّن ومشتبه. المحافظة على أمور الدين ومراعاة المروءة. سد الذرائع إلى المحرمات، وأدلة ذلك في الشريعة كثيرة. ضرب الأمثال للمعاني الشرعية العملية. المراجع: -التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ. حديث ان الحلال بين والحرام بين. -شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر. -فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م. -الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض. -شرح الأربعين النووية، للشيخ صالح آل الشيخ، دار الحجاز، الطبعة: الثانية، 1433هـ. -الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
[٣] المشتبهات اتّقاء الشبهات يُقصد به الاحتياط لأمور الدّين، والابتعاد عنها قدر الإمكان، وضابط الشبهة يكون بما فيه التُّهَم، والضياع، والأوهام، والالتباس، والشبهة كما جاء في الحديث تكون في حق كثير من النّاس الذين لا يعلمون الأحكام، أمّا المجتهدون فقد يقعون فيها في حال اشتباههم بعدم ترجيح الدّليل لحكم ما. شرح حديث: إن الحلال بين وإن الحرام بين (من الأربعين النووية). [٤] وفي الحديث تشبيه بليغ، فقد شبّه المحتال على دينه الرّاغب بالزّلل دون الدخول في الحرام بمن يدور حول الحمى، والحمى ما كان يتّخذه الملوك من مساحات للرّعي، فشبّهه بمن يريد الرّعي حول هذه الحدود أو على جوانبها، فهو لا يريد دخولها خوفاً من العقوبة الشديدة، ولكنّه يرغب فيما يحوطها. [٤] فهذا مثله كمثل صاحب الشبهة، هو لا يريد الوقوع فيما حرّم الله صراحةً، لكنّه يقترب منه ويلتصق بحدوده، فهذه هي الشبهات، [٤] فمن ترك ما اختلف عليه من ذنب أو إثم وأخذ الحذر منها، كان بعيداً عن الإشكال ونقص الدّين، وأمّا من وقع في هذه الأمور المشتبهة، فهو كالذي يخاف من الوقوع في الأمور المحرّمة، لكنّه يحوم حولها، ويقترب من حدودها دون تورّع. [٥] صلاح الجسد بصلاح القلب المضغة هي مقدار ما يُمضغ من اللّحم، والقلب هو المضغة المقصودة، فبالرّغم من صغر حجمه إلّا أنّه يدبّر أمور الجسد كلّها، فالحريص على قلبه؛ هو مَن حرص على طهارته وتنقيته من الشكوك والشبهات، وداوم على تفقّده كما يتفقّد باقي جوارحه، لا أن يكون بظاهره الإتقان والحرص، ومن داخله الفساد والخراب، فصلاح القلب صلاح للجسد، وفساده خراب للجسد.
هل هذا يعتبر ربا؟ أو يعتبر بيعًا. فكثير من الفقهاء يراه ربًا. وأن القصد أنها حيلة إلى دفع القليل ليأخذ الكثير. وأخذ القليل ليدفع عنه كثيرًا، فهو بيع ذهب بذهب أو فضة بفضة إلا أنهم جعلوا بين هذا وهذا سلعة يسميها ابن عباس حریرة. فليس المقصود الصفقة، إنما المقصود بيع فضة بفضة أكثر منها أو ذهب بذهب أكثر منه، أو ورق من الأوراق التي تمثل الفضة أو الذهب مثل النقود، بيع القليل منها بالكثير، أما الصفقة فاعتبرت حيلة من الحيل يتوصل بها إلى أخذ الكثير عن القليل والمعاوضة بالكثير عن القليل، ويكون هذا من باب الربا. فهذا مما اختلف فيه الفقهاء. حديث الحلال بين والحرام بین المللی. والاختلاف فيه اختلاف في التطبيق. تطبيق نصوص الربا على هذه الصورة؛ فهم اتفقوا على أن الربا محرم إلا أن هذه الجزئية هل تدخل في قبيل الربا، أو تدخل من قبيل المبايعات والالتزام بالصفقات فهو من باب البيوع، بيوع السلع، أم هو من باب بيوع نقد بنقد. هذا مما اختلف فيه الفقهاء في التطبيق مع الاتفاق على أن الربا محرم وأنه لا يجوز بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة إلا مثلًا بمثل يدًا بيد، لكنهم اختلفوا من جهة التطبيق لا من جهة التقسيم والدليل، فينبغي للإنسان أن يتجنَّب مثل هذا وأن يتقي موضوع الاشتباه حتى لا يقع في الحرام الصحيح، لاجترائه على الحرام المختلف فيه.
[٦] ما يستفاد من الحديث لقد أجمع العلماء على عظم هذا الحديث؛ لما فيه من فوائد عظيمة، نذكر منها ما يأتي: [٧] ضرورة ترك الشّبهات؛ حماية للدّين وللعرض. لزوم تقوى الله -سبحانه- في المأكل، والملبس، والمشرب. مراعاة صلاح القلب؛ ليصلح حال الجسد ويستقيم. أحكام الدين ثلاثة: حلال واضح، وحرام مبيّن لا شك فيه، ومشتبهات إمّا على كثير من النّاس أو على العلماء، لكنّهم يختلفون عن غيرهم؛ لأنّهم يجدون لها اجتهاداً يناسبها. هناك أمور محرّمة كالمعاصي والكبائر، فمن اتّقاها، فقد اتّقى الشبهات، وحسن حاله. المراجع ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:52، صحيح. ↑ أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين ، صفحة 4. بتصرّف. ↑ محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب ، صفحة 8512. بتصرّف. ^ أ ب ت الكشميري، فيض الباري على صحيح البخاري ، صفحة 231. بتصرّف. ↑ محمد الشنقيطي، كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا البخاري ، صفحة 376-384. بتصرّف. ↑ ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب ، صفحة 2. حديث الحلال بين والحرام بين المللي. بتصرّف. ↑ النووي ، شرح النووي على صحيح مسلم ، صفحة 27-28. بتصرّف.