(13) أن صاحبها يُدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان » قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: « نعم، وأرجو أن تكون منهم ». [في الصحيحين]. (14) أنّها متى اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أصبح منكم اليوم صائماً؟ » قال أبو بكر: أنا. قصص عن فضل الصدقة في دفع البلاء - منتديات عبير. قال: « فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ » قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة ». [رواه مسلم]. (15) أنّ فيها انشراح الصدر، وراحة القلب، وطمأنينته، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأمّا المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأمّا البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع.
متفق عليه [18].
تُعتبر دليلاً على صدق إيمان العبد. تُطهّر مال الإنسان ممّا علق به جرّاء كثرة الحلف، واللغو، والكذب، ونحوها. آداب الصدقة تعدّ الصدقة نوعاً من أنواع العبادات الشرعيّة؛ ولذا فإنّ لها مجموعةً من الآداب، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها: الإخلاص لله -عزّ وجلّ- في بذلها وإخراجها. أن تكون من المال الحلال الطيّب؛ فالله -سبحانه- لا يقبل إلّا ما كان طيّباً. أن تكونمن المال الجيّد، والذي يحبه الإنسان ويرغب به. ألّا يُعجب الإنسان بصدقته ويزهو بها. أن يتجنب الإنسان المنّ والأذى، وجميع ما يُبطل الصدقات. الحرص على الإسرار بالصدقة، فلا يُعلنها الإنسان إلّا لحاجةٍ. أن يعطي الإنسان صدقته للمحتاج بنفسٍ طيّبةٍ، ووجهٍ بشوشٍ مبتسمٍ. المبادرة في إخراج الصدقات أثناء حياة الإنسان، والحرص على إخراجها لأكثر الناس حاجةً، خاصةً أُولي القربى منهم.