وكذا قال سعيد بن جبير ، والضحاك ، وإبراهيم النخعي ، وقتادة ، والشعبي ، والسدي ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أن المراد بذلك في الصلاة. وقال شعبة ، عن منصور ، سمعت إبراهيم بن أبي حرة يحدث أنه سمع مجاهدا يقول في هذه الآية: ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) قال: في الصلاة والخطبة يوم الجمعة. وكذا روى ابن جريج عن عطاء ، مثله. وقال هشيم ، عن الربيع بن صبيح ، عن الحسن قال: في الصلاة وعند الذكر. وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون - الآية 204 سورة الأعراف. وقال ابن المبارك ، عن بقية: سمعت ثابت بن عجلان يقول: سمعت سعيد بن جبير يقول في قوله: ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) قال: الإنصات يوم الأضحى ، ويوم الفطر ، ويوم الجمعة ، وفيما يجهر به الإمام من الصلاة. وهذا اختيار ابن جرير أن المراد بذلك [ الإنصات في الصلاة وفي الخطبة; لما جاء في الأحاديث من الأمر بالإنصات] خلف الإمام وحال الخطبة. وقال عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن ليث ، عن مجاهد أنه كره إذا مر الإمام بآية خوف أو بآية رحمة أن يقول أحد من خلفه شيئا ، قال: السكوت. وقال مبارك بن فضالة ، عن الحسن: إذا جلست إلى القرآن ، فأنصت له. وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عباد بن ميسرة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من استمع إلى آية من كتاب الله ، كتبت له حسنة مضاعفة ، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة ".
الواجب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به والإنصات لقراءته، باستثناء سورة الفاتحة؛ لأنها ركن من أركان الصلاة فتجب قراءتها على الإمام والمأموم والمنفرد.
وجملة: (إنه سميع... ) لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (العرف)، اسم بمعنى المعروف من الأشياء، وزنه فعل بضمّ فسكون. دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / الأسئلة والإستفتاءات القرآنية / الفرق بين الانصات والاستماع للقرآن الكريم. (نزغ)، مصدر سماعي لفعل نزغ ينزغ باب فتح وباب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (استعذ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت عين الكلمة في الأمر وزنه استفل. البلاغة: 1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ) والمراد اعف عنهم، حيث شبه العفو بأمر محسوس يطلب فيؤخذ. 2- فن الانسجام: في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ) إلى آخر الآية، حيث أعجب العرب كثيرا بهذه الآية لما فيها من سهولة سبك، وعذوبة لفظ، وسلامة تأليف، مع ما تضمنته من إشارات بعيدة، ورموز لا تتناهى، وأطلقوا على هذا النوع من الأساليب اسم فنّ يقال له (الانسجام)، وهو أن يكون الكلام متحدّرا كتحدّر الماء المنسجم، حتى يكون للجملة من المنثور وللبيت من المنظوم وقع في النفوس، وتأثير في القلوب. الفوائد: إعجاز القرآن: 1- أعجب عشاق البيان بقوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) لما فيها من إعجاز وإيجاز ولما فيها من عذوبة جرس، ووضوح بيان. ولأنها ترمز ولا تشرح، وتجمل ولا تفصل، وللبلغاء في هذا الضرب من البلاغة مذاهب، وقد أطلقوا عليه اسم (فن الانسجام).
وجملة: (لم تأتهم... وجملة: (قالوا... ) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (اجتبيتها) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (قل... ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (أتّبع... ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (يوحى إليّ... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (هذا بصائر... ) لا محلّ لها استئناف في حيز القول. وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون. وجملة: (يؤمنون) في محلّ جرّ نعت لقوم. الصرف: (طائف)، اسم فاعل من طاف الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد قلب حرف العلّة- وهو الواو عين الكلمة- إلى همزة لمجيئه بعد ألف فاعل الساكنة. (مبصرون)، جمع مبصر، اسم فاعل من أبصر الرباعي وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. الفوائد: 1- لولا حرف امتناع للوجود، وقد عولج شأنها سابقا فعاود مراجعتها ففي الإعادة إفادة.. إعراب الآية رقم (204): {وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (إذا) مثل السابق متعلّق بمضمون الجواب (قرئ) فعل ماض مبنيّ للمجهول (القرآن) نائب الفاعل مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (استمعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل الواو عاطفة (أنصتوا) مثل استمعوا (لعلّ) حرف ترجّ ونصب- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (ترحمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
ومناسبتها لما قبلها: أنه لما ذكر عن الكفار أنهم كذبوا بالقرآن، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: ﴿ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ﴾، أمرهم أن يستمعوا للقرآن لعلهم يرحمون. وإنما بُني ﴿ قُرِئَ ﴾ للمفعول ليعم كل قارئ، و(الاستماع) إصغاء السمع، و(الإنصات) السكوت، ومعنى (ترحمون): تفوزون بالرحمة، والمخاطب في قوله: ﴿ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾ قيل: المشركون، وهذا على القول الأول في سبب النُّزول، والمؤمنون يدخلون فيه بطريق الأَوْلَى، وقيل: المخاطب المؤمنون، وهذا على القولين الأخيرين في سبب النزول، والأمر للوجوب، وهو يشمل وجوب الاستماع للقارئ في الصلاة وغيرها. وقد اختلف العلماءُ في القراءة خلف الإمام: • فذهب الحنفيَّة إلى أن المأموم لا يقرأ خلْفَ الإمام مطلقًا، واستدلوا بهذه الآية على وُجوب الإنصات، ومَن قرأ ولو سرًّا لا يكون منصتًا، وبما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن صَلَّى خلف الإمام فقراءة الإمام له قراءة)). • وقال المالكية: يقرأ في السرية دون الجهرية، واستدلوا بالآية وبحديث: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))، فعملوا بالآية في الجهرية وبالحديث في السِّريَّة.
الحكم على الحديث الوارد في غمز الشيطان للمولود السؤال: ما صحة الحديث الذي فيه (أن المولود عندما يولد يغمزه الشيطان في آخر السرة، أو في آخر أضلاعه)؟ الجواب: الحديث ثابت في الصحيح، يعني: كونه يغمز- يطعن فيه- فيصرخ، هذا ثابت في الصحيح، وأظنه في الصحيحين أو في أحدهما. القائل لعبارة: (فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه الرسول) السؤال: ورد في الرواية: (قال: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلاة حين سمعوا ذلك). بعض أهل العلم قال: أن قوله: (قال) يعود على الزهري ، وقال بعضهم: عائد إلى أبي هريرة ، فما هو الصحيح؟ الجواب: لا أدري، لكنه لا شك أنه كلام أحد الرواة، لكن هذا إخبار بالواقع، لكن كما هو معلوم الانتهاء عن الشيء الذي ينتهى عنه، أما قراءة الفاتحة فالرسول صلى الله عليه وسلم استثناها، فقال: يقرأ بها ولو كان الإمام في الصلاة الجهرية؛ لأنه ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، و أبو هريرة قال للرجل الذي سأله: اقرأ بها في نفسك يا فارسي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين). حكم الأخذ برخص السفر في حق من يخرج مسافة مائة كيلومتر السؤال: هناك بعض طلبة العلم يخرجون إلى بعض القرى المجاورة للمدينة، والتي تبعد مائة كيلو وأكثر، فهل هم في حكم المسافرين؟ الجواب: نعم، من خرج إلى مكان يبعد مائة كيلومتر فهو في حكم المسافر بلا شك.
وجملة: (لا يقصرون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يمدّونهم.