قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكْرِهوا عليهِ) الله رحيم بعباده، لطيف يوسعه كل شيء وخزائنه مليئة، ولا أن يشق علينا بشعائر الدين بل ييسرها علينا، وهو الغني عنا ونحن الضعفاء.
و قال المبرّد: " دلوك الشمس من لدن زوالها إلى غروبها ، و أصله من الدلك فسمي الزوال به ، لأنّ الناظر إليها يدلك عينه لشدة شعاعها ". و غسق الليل: ظهور أول ظلام الليل 11 أو هو ظلمة الليل ، و قال: " أغسق الليل إذا اشتدت ظلمته ". قال ابن عباس: " دلوكها زوالها " 12. و قال الصابوني: " دلوك الشمس زوالها و هو إشارة إلى الظهر و العصر ، و غسق الليل: ظلمته ، و هو إشارة إلى المغرب و العشاء ، و قرآن الفجر: صلاة الفجر ، فالآية رمز إلى الصّلوات الخمس " 13. الدليل من السنة النبوية برواية اهل السنة أما الدليل من الأحاديث النبويّة الشريفة الواردة عن طريق أهل السنة فكثيرة ، نشير إلى نماذج منها كالتالي: عن ابن عباس ( رضي الله عنه) قال: صلّى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله) الظهر و العصر جميعاً ، و المغرب و العشاء جميعاً ، في غير خوف و لا سفر 14. حكم الجمع بين الظهر والعصر بسبب ظروف العمل - إسلام ويب - مركز الفتوى. و عن ابن عباس قال: " إن رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله) صلى بالمدينة سبعاً 15 و ثمانياً 16 ، الظهر و العصر ، و المغرب و العشاء 17. عن عبد الله بن شقيق ، قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس و بدت النجوم و جعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة ، قال: فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر و لا ينثني الصلاة الصلاة ، قال: فقال: ابن عباس أتعلّمني بالسنة لا أمّ لك ، ثمّ قال: رأيت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله) جمع بين الظهر و العصر و المغرب و العشاء ، قال عبد الله بن شقيق: فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدّق مقالته 18.
2. عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السَّلام) قال: " إنّ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله) صلّى الظهر و العصر في مكان واحد ، يعني لم يفرِّق بينهما من غير علّة و لا سبب ، فقال له عمر و كان أجرأ القوم عليه: أَحدَثَ في الصلاة شيء ؟ قال: لا و لكن أردت أن أوسّع على أمتي " 23. 3. عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " جَمَع رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله) بين الظهر و العصر من غير خوف و لا سفر ، ـ فقال: ـ أراد أن لا يحُرِجَ أحداً من أمته " 23. جمع صلاه الظهر والعصر في وقت الظهر يسمى جمع - سطور العلم. 4. و قال الإمام الصادق ( عليه السَّلام): " إنّ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله) جمع بين الظهر و العصر بأذان و إقامتين " 24. 5. عن عبد الله بن سنان ، عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام) قال: " إنّ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله) جمع بين الظهر و العصر بأذان و إقامتين ، و جمع بين المغرب و العشاء في الحضر من غير علّة بأذان واحد و إقامتين " 23. هذا و إن من الواضح أنه ( صلَّى الله عليه و آله) لو كان قد فرّق بينهما لأحتاج إلى أذانين و إقامتين. فصفوة القول: أنّ الجمع بين الصلاتين جائز و إن كان التفريق بينهما أفضل عند جميع المسلمين. حكمة تشريع الجمع إن الحكمة في تشريع الجمع بين الصلاتين كما يتضح من الأحاديث هو التسهيل و التوسعة.