"خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ" تنكسر ابصارهم ذلة وقهر مما يرون من عذاب الله بعد أن كانوا في حياتهم اصحاء يستكبرون عن السجود لله عند دعوتهم لأداء الصلاة والعبادة. "فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ" اتركني يا محمد مع من يكذب كلامي وقرآني فأنا كفيل بهم فأعقبهم واستدرجهم بالنعم حتى لا يعلموا أنهم هالكون إلا بعد فوات الأوان. الافكار الرئيسية في سورة القلم. "وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ" سوف أمنحهم العمر الطويل ليرتكبوا مزيدا من الأخطاء والذنوب فإن كيدي قوي بالكافرين. "أَمۡ تَسَۡٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ" هل تسألهم يا محمد أجرا غاليا على تبليغهم بالرسالة والهدى فهو حائرون في دفعة؟ "أَمۡ عِندَهُمُ ٱلۡغَيۡبُ فَهُمۡ يَكۡتُبُونَ " أم كانوا يعلمون الغيب فيكتبوا عن أنفسهم أنهم أفضل من المؤمنين مكانة عند الله. "فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ " يا محمد اصبر لما أمر به ربك من بقائهم وتأخير هزيمتهم، ولا تصبح متعجل وغضبان مثل يونس عليه السلام صاحب الحوت. "
وحذفت الألف الأخيرة من الله تعالى؛ لأن لا يشكل بخط " اللاه " اسم فاعل من لها يلهو، وقيل: طرح تخفيفا، وقيل: هي لغة فاستعملت في الخط. انتهى. قوله: (والإلاه في أصله لكل معبود، ثم غلب على المعبود بحق) عبارة " الكشاف ": " والإلاه من أسماء الأجناس، كالرجل والفرس اسم يقع على كل معبود بحق أو باطل، ثم غلب على المعبود بحق، كما أن النجم اسم لكل كوكب ثم غلب على الثريا (٢) ". قال البلقيني: هذا ممنوع من وجوه: أحدها: أن اسم الجنس عبارة عما وضع للدلالة على حقيقة توجد في آحاد متفقة، كالرجل، والفرس، والماء، والعسل، والإلاه إنما وضع للمعبود بالحق (٣) ، وهو الله تعالى، وإطلاق الكفرة الإلاه على معبودهم غير الله من تعنتهم وإبطالهم، فلا يصح أن يقال بمجرد ما جاء من تعنتهم: إن الإلاه اسم جنس. وقد ذكر صاحب " الكشاف " في الرحمن " أنه من الصفة (٤) الغالبة، لم يستعمل في غير الله، كما أن الله من الأسماء الغالبة، وأما قول بني حنيفة في مسيلمة: رحمان اليمامة فمن تعنتهم في كفرهم " (٥). وكان ينبغي أن يقول هاهنا: إن الإلاه وضع للمعبود بحق، وإطلاق الكفرة الإلاه على غير الله من تعنتهم وإبطالهم. فإن قيل: قد أطلقت عليه العرب.