حكم الميل على المشركين، ومداهنتهم؟ هو ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال، حيثُ ذكر الله تعالى الكثير من هذه الأمور في كتابه العزيز وفصَّل فيها حتى يوضح للمسلمين كرق التعامل مع الأمم الأخرى، وسوف يقدم موقع المرجع تفصيلًا حول حكم موالاة الكفار والمشركين ومداهنتهم ومداراتهم، وسوف نتعرف على حكم المداهنة في الإسلام، وعلى حكم محبة المشاهير والفنانين من المشركين والكفار وغير ذلك من الأحكام.
وجاء ذكر "التولّي" في آيات كقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (المائدة:51)، وقوله: {تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} (المائدة:80)، وتولّي الكافرين هو معنى اتّخاذهم أولياء. وفسّر "التولّي" في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}: بنصرتهم على المسلمين، ولهذا كانت مظاهرة الكفار ومعاونتهم ضدّ المسلمين مِن أنواع الردّة، لأنّ ذلك يتضمّن مقاومة الإسلام، والرّغبة في اضمحلاله، وذلّ أهله. وأمّا "الموالاة" فلم يأتِ لفظها في القرآن فيما أعلم، والذي يظهر أنّ "الموالاة والتولّي" معناهما واحد أو متقارب، ولكن مِن العلماء مَن فرّق بينهما، فخصَّ "الموالاة" بتقديم الخدمات للكفار حفاوةً بهم وإكرامًا، و"التولّي" بنصرتهم على المسلمين، وأنّ الموالاة: كبيرةٌ، والتولّي: ردّة، كما تقدّم.
موالاة الكفّار وتولّيهم السؤال: ما الفرق بين موالاة الكفار وتولّي الكفار؟ وما حكم كلّ منهما؟ بالتفصيل، وجزاكم الله خيراً. الجـواب: الحمد لله ، لقد نهى اللهُ عبادَه المؤمنين عن اتّخاذ الكفار أولياء في آيات عدة، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً} (النساء:144). الحد الفاصل بين موالاة وتولي الكفار. وقال: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} (آل عمران:28). وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة:51). فاتّخاذهم أولياء هو: اعتبارهم أصدقاء وأحبابًا وأنصارًا، وذلك يظهر بالحفاوة بهم وإكرامهم وتعظيمهم، ومما يوضّح ذلك قولُه -سبحانه وتعالى-: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (المجادلة:22)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} (الممتحنة:1): فدلّت الآيتان على أن اتّخاذهم أولياء يتضمّن مودتهم.
تاريخ النشر: الثلاثاء 1 صفر 1430 هـ - 27-1-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 117416 24324 0 320 السؤال متى يكون الولاء للكفار كفرا.. ومتى يكون محرما؟ لأنه قد التبس علي الأمر فأرجو من سماحتكم مساعدتي لإزالة اللبس؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فمظاهر موالاة الكفار كثيرة منها ما هو كفر ومنها ما هو كبيرة، ومنها ما هو دون ذلك. فالأمر فيه تفصيل وبحث لا يتسنى ذكره في مقام الفتوى، وننقل لك هنا خلاصة ما ذكره محمد بن سعيد القحطاني في كتابه النافع الولاء والبراء في الإسلام في الفصل السابع بعنوان صور الموالاة ومظاهرها: قال: وأحب أن أنبه على أنني لم ألزم نفسي تتبع الحكم الشرعي في كل صورة من هذه الصور وذلك لصعوبة القطع بالحكم في كل قضية، لأنه قد يكون القول أو الفعل كفراً ولكن هناك ما يصرفه عن ظاهره... فهذه الصور تتفاوت في كون فاعلها خارجا من الملة كمن يحب الكفار لأجل كفرهم إلى الكبيرة من الكبائر كتعظيمهم والثناء عليهم، ذلك أن مسمى الموالاة يقع على شعب متفاوتة منها ما يوجب الردة ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات. اهـ. ثم ذكر بعض الصور التي تخرج من الملة ذاكراً الأدلة على ذلك، ومن هذه الصور: الرضى بكفر الكافرين وعدم كفرهم، وتوليهم تولياً عاماً واتخاذهم أعواناً وأنصاراً، الإيمان ببعض ما هم عليهم أو التحاكم إليهم دون كتاب الله تعالى، مداهنتهم ومداراتهم على حساب الدين، مجالستهم والدخول عليهم وقت استهزائهم آيات الله.