احرص على ما ينفعك ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: " احرص على ما ينفعك "، والتي تحدَّث فيها عن أصلَين عظيمَين جامِعين لكل أسباب التوفيق ومجامع الخير، وهما: الحرصُ على ما ينفع، والاستعانةُ بالله على طاعته والكفِّ عن معصيته. الخطبة الأولى الحمد لله الهادي لمن استهداه، الكافي لمن تولاَّه، أحمده - سبحانه - يُبلّغُنا رضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ربَّ سواه، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله وأمينُه على وحيِه ومُصطفاه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرَه واتبع هُداه. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله -، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]. أيها المسلمون: أصلان عظيمان جامِعان لكل أسباب التوفيق ومجامِع الخير، تضمَّنتهما وصيةٌ نبويةٌ عظيمةٌ، جاءت في الحديث الذي أخرجه مسلمٌ في " صحيحه "، وأحمد في "مسنده" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمنِ الضعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ، احرِص على ما ينفعك، واستعِن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كذا وكذا لم يُصِبني كذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتحُ عمل الشيطان».
هذه قاعدة من القواعد النبوية المحكمة التي دلّ عليها قول النبي (ص): «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز» (1) وهي قاعدة نبوية جليلة الفائدة، عظيمة المعاني، انطوت على كلامٍ جامعٍ نافع، مُحتوٍ على سعادة الدنيا والآخرة.
أقول هذا القول وأسأله -جل وعلا- أن يعاملنا برحمته ولطفه، وأن يحشرنا في زمرة عباده وأوليائه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قد يؤذيك قطَّاع الطرق! قد تعرض لك عوارض من حيث لا تحتسب! فما الحيلة؟ عليك بالشطر الثاني من هذه القاعدة النبوية العظيمة:»واستعن بالله ولا تعجز» إنك إن استعنت بالله فلن تعجز بإذن الله، ومن توكل على الله فهو حسبه. ومن أعظم ما يعين على اختيار النافع من الأعمال والأقوال والمشاريع: -العلم؛ فإنه يهدي إلى الفرقان بين الأمور النافعة والضارة، وبين النافع والأنفع، وأصل هذا العلم: علم الشريعة، وما يعين عليه من علوم دنيوية تتصل بالأمر الذي سيقدم عليه الإنسان، امتثالاً لقوله تعالى:»فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ». -الاستشارة؛ فكم من رأي يبدو للإنسان سدادُه، ثم بعد الاستشارة يتبين له خلاف ذلك! ولهذا كان من حكمة الله تعالى أن يأمر نبيه (ص) بالاستشارة مع أنه نبي يوحى إليه! احرص على ما ينفعك للشيخ سعيد رسلان حفظه الله - YouTube. ليقتدي به من بعده من الأئمة فضلاً عن عامة الناس، وقد قيل: ما ندم من استشار، ولا خاب من استخار. وتشتد الحاجة إلى الاستشارة كلما عظم شأن الأمر الذي يُقدم عليه الإنسان، كزواجٍ، أو مشروع علمي أو تجاري كبير. -أن يعلم العبد أن ما ينفع لفلانٍ من الناس فقد لا ينفع لك؛ فالنفوس ليست واحدة، والمواهب والملكات ليست سواء بين الناس، والقدرات والإمكانات ليست على نسقٍ واحد، فرب عملٍ يُنصح به زيد ولا ينصح به عبيد، والعكس صحيح.