م/ وقال -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ). رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ. ذكر المصنف - رحمه الله - حديث (من لم يدع قول الزور …) ليستدل به على تحريم قول الزور والكذب في رمضان. (لم يدع) لم يترك. (قول الزور) الكذب. (الجهل) السفه. (والعمل به) أي بمقتضاه. • الحديث دليل على تحريم هذه الأشياء في نهار رمضان، وهي حرام في رمضان وغير رمضان لكنها في رمضان أشد تحريماً • الحديث دليل على أن هذه الأفعال تنقص ثواب الصوم، ومثلها الغيبة والنميمة وغيرها. • أن هذه الأفعال لا تبطل الصوم، وذهب ابن حزم إلى أنه يبطله كل معصية، قال ابن حجر: "وأفرط ابن حزم فقال: يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه، سواء كانت فعلاً أو قولاً، وجمهور العلماء على أنها لا تفطر الصائم". • آيات الحكمة من الشرائع، وأن فيها تهذيب النفوس، وتقويم الأخلاق، واستقامة الطبائع. • المقصود من شرعية الصيام تقوى الله، كما قال تعالى (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). فبين الله تعالى أن الحكمة من الصيام تقوى الله، وهي فعل الأوامر وترك النواهي.
روى البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ». من أشد الأحاديث على الصائم هذا الحديث: وهو حديثٌ يُوضح الفرق بين من صام عن الطعام والشراب وأفطر على غيرها.. مثل: الوقوع في الأعراض، أو فعل المحرَّمات، أو قول الزور، أو فعل الزور.. وبين من صام صيامًا حقيقيًا مزودًا بالتقوى مرصعًا بالطاعة.. قال الإمام ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري): "قوله: « فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه » قال ابن بطال: ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه، وإنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه، وهو مثل قوله: « من باع الخمرَ فليشْقَصِ الخنازيرَ » أي: يذبحها، ولم يأمره بذبحها ولكنه على التحذير والتعظيم لإثم بائع الخمر. وأما قوله: « فليس لله حاجةً فلا مفهوم له »، فإن الله لا يحتاج إلى شيء، وإنما معناه فليس لله إرادة في صيامه فوضع الحاجة موضع الإرادة، وقد سبق أبو عمر بن عبد البر إلى شيء من ذلك". قال ابن المنير في (الحاشية): "بل هو كناية عن عدم القبول، كما يقول المغضب لمن رد عليه شيئًا طلبه منه فلم يقم به: لا حاجة لي بكذا.
كذلك أن تدعي بأن هذا أمر لك، وهو ليس لك يعتبر زور، فكلمة قول الزور شاملة لكل معنى ما هو باطل، وكل ما يميل عن الحق. من لم يدع قول الزُّورِ وَالْعَمَلَ به فليس لِلَّهِ حاجة في أن يَدَعَ طعامه وشرابَه من لم يدع قول الزُّورِ وَالْعَمَلَ به فليس لِلَّهِ حاجة في أن يَدَعَ طعامه وشرابَه، لقد بين لنا نبينا الكريم فظاعة قول الزور. وأكد على أن الزور كبيرة من الكبائر، وفي هذا الحديث يوضح النبي أن قول الزور هو ميل الإنسان عن طريق الحق، وبعده عنه. وقد روي عن النبي: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" ثلاثاً، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"، وجلس وكان متكئاً فقال: "ألا وقول الزور، ألا وقول الزور، ألا وقول الزور"، قال: فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، إشفاقا عليه صل الله عليه وسلم. ما معنى قول الزور المنهي عنه في الحديث ؟؟؟ ما معنى قول الزور المنهي عنه في الحديث ؟؟؟ وبين لنا نبينا الكريم في حديثه أن قول الزور يختلف عن العمل به. فالقول هو النطق والحديث بما ليس حق أو عدل والميل في الكلام عن الحق. بينما العمل بالزور يكون بفعل امر ليس له أصل من الصحة والحق، كأن يلبس الفقير ثوب الأغنياء.
نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله سبحانه أن يحفظ علينا ألسنتنا وسائر جوارحنا وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً. ***** ------------------ (1) البخاري (1903). (2) رواه الترمذي (2616) ، وقال: حديث حسن صحيح. (3) جامع العلوم والحكم (الحديث التاسع والعشرون ، ص: 147). (4) المسند (16943) ، والترمذي (2299). (5) البخاري (2654، 5976)، ومسلم (87). (6) رواه البخاري (6056)، ومسلم (105). (7) رواه البخاري (6094)، ومسلم (2607). (8) رواه البخاري (10)، ومسلم (41) من حديث جابر. (9) رواه البخاري (6018)، ومسلم (47). (10) البخاري (6474). (11) البخاري (6477)، ومسلم (2988). (12) مسلم (2581).
والله يقول: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] قال النبي ﷺ: يقول الله: قد فعلت يعني قد أجبت الدعوة، وأنه لا يؤاخذ عباده بالنسيان والخطأ الذي لم يتعمدوه، فالصوم عبادة عظيمة كما قال جل وعلا في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي يقوله الرب جل وعلا: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي هذا الصوم الذي هو اختص به جل وعلا لأنه سر بينه وبين العبد ينبغي بل يجب أن يصان عن الظلم والمعاصي كلها، وأن تكون حال الصائم متميزة في خشوعه وخضوعه لله وابتعاده عما حرم الله والتزامه بما شرع الله. وفق الله الجميع. الأسئلة: س: المقصود بالجهل؟ ج: التعدي، يعني ظلم الناس، الجهل التعدي على الناس والظلم. س: بالنسبة للغيبة هل تكون مباحة أن يتكلم على العلماء للإقلال منهم والدعاة والإقلال منهم؟ ج: الغيبة محرمة في حق الجميع، الغيبة محرمة لكل مسلم، وإذا كانت في أهل الخير والإيمان والعلم كانت أشد إثمًا. الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. قيل: يا رسول الله فإن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته.