النبي صالح يحذر قوم ثمود من إيذاء الناقة وإلا وقع العذاب يقول الله سبحانه وتعالى " وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) سورة الإسراء. أي أتتهم المعجزة التي طلبوها ورأوها وظلموا بها، رغم انها جاءتهم على ما وصفوا ولكنهم أصروا وظلموا. وولدت الناقة وجاء الولد على شكلها وكانوا يحلبونها وكان يسير وراءها ولم يكن سحر بل عاشت بينهم فترة طويلة. كتب الاصلح - مكتبة نور. وظلت الناقة بينهم يشربون يوما من البئر ويأخذون ما يحتاجون من اليوم الثاني فإذا كان اليوم الثاني أقبلت الناقة إلى البئر هي وابنها وكانت تشرب طول اليوم، وكانوا وهي تشرب يحلبونها ويشربون منها فتكفيهم جميعا فكانت نعمة لو آمنوا ولكنهم كفروا، وتحاوروا في الأمر قالوا أن يتركنا الناس ويتبعون صالح وهذه الناقة، تجعلنا يوم كامل لا نمس الماء لابد من أن ننتظرها وإذا ما مشت تفر الأغنام والإبل فأزعجتنا فلنتخلص منها فاجتمعوا وتشاوروا واختاروا رجل منهم ذكرهم المؤرخون هو قدار بن سالف ابن جذع. قوم ثمود يخططون لقتل ناقة النبي صالح خوفا على ملكهم وناد ثمود قدار واتفوقا معه على قتل الناقة بالتالي ليس قدار وحده هو الذي فعلها بل الأمر كان بالاتفاق.
معجزة سيدنا صالح عندما وجد صالح عليه السلام أن القوم يصرون على تحقيق المعجزة للتصديق بأن صالح عليه السلام رسول من عند الله، ذهب صالح عليه السلام إلى المصلى. وأخذ يدعو بأن يخرج الله سبحانه وتعالى الناقة إلى قوم ثمود من الصخرة. فاستجاب الله لدعوته وأمر الصخرة بأن تنفطر وتخرج منها الناقة بالشروط والمواصفات التي حددها قوم ثمود. فلما انفطرت الصخرة وخرجت الناقة الطويلة العشراء كما أرادوا، رأى القوم ذلك. وشعر بعضهم بأن هذا أمر عظيم، ومظهر رائع. ودليل قاطع على أن صالح عليه السلام رسول من عند الله، فآمن البعض برسالته. قصة النبي صالح عليه السلام - مقال. إلا أن أكثرية القوم لم يؤمنوا وظلوا على كفرهم وضلالهم. وجاء في القرآن الكريم ما يدل على ذلك" قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ". فقال لهم صالح عليه السلام اتركوا الناقة حية تشرب من البئر ليوم واحد. مقالات قد تعجبك: واليوم التالي يشرب القوم بالكامل من البئر، وكان حليب الناقة يكفي القوم بأكمله. والدليل على ذلك من القرآن الكريم" وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ".
قال ابن عباس كما عند ا لقرطبي وغيره: قالوا لو كنت صادقاً فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر ، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا. فدعا الله وفعل الله ذلك. وخلاصة القول أن تلك المعجزة كانت بليغة كغيرها من المعجزات التي أيد الله بها أنبياءه وأقام بها الحجة على أقوامهم والدليل على إعجازها قوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، ثم إن خروجها على الوضع المذكور كاف في الإعجاز فإذا انضم إلى ذلك أنها تشرب في اليوم الواحد ما يشربه قوم صالح كلهم وتدر من اللبن مثل ما تشرب من الماء كان كل ذلك واضحا في وجه الإعجاز. الحيوان في القرآن 6 ناقة النبي صالح معجزة خرجت من الصخر لهداية قوم ثمود - منوعات. والله أعلم.
كيف قتل قوم ثمود ناقة صالح وتحرك التسعة شباب لقتل الناقة وهي قادمة من الجبل الذي كانت تسكن فيه بعدما تشرب من البئر، وانتظروها في الطريق ولما وصلت أمرهم قدار بأن يهجموا عليها فلما هجموا عليها خافوا وهربوا فضحك منهم قدار وتقدم إليها وضربها على رجلها فعقرها والعقر هو كسر الرجل. فكسر رجلها فسقطت فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر أي كسرها. يقول الله: فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14). معجزه النبي صالح عليه السلام. سورة الشمس ويقول فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) سورة الأعراف. يعني كسروا قدم الناقة، وبعدما هرب ابنها فتبعوه وأحاطوا به فأصدر صوت عالي ثلاث مرات فقتلوه، واجتمع أهل القرية يقطعون اللحم ويأكلون من الناقة والكل شارك في هذه الجريمة إلا القوم المؤمنين الذين رفضوا ذلك، وتحدى القوم صالح. قوم ثمود يتحدون صالح بأن ينزل الله عليهم العذاب ولما جاء الخبر بصالح عليه السلام فإذا وجد ذلك، فنادى يقول الله تعال: "فعقروها فقال" يعني صالح " فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعدٌ غير مكذوب".
أما الذين آمنوابالنبي صالح، فكانوا قد غادروا المكان مع نبيهم ونجوا بإذن الله تعالى...
هكذا باحتقار واستعلاء وغضب.... تآمر الملأ على الناقة: وتحولت الكراهية عن سيدنا صالح إلى الناقة المباركة. تركزت عليها الكراهية، وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة. كره الكافرون هذه الآية العظيمة، ودبروا في أنفسهم أمرا. وفي إحدى الليالي، انعقدت جلسة لكبار القوم، وقد أصبح من المألوف أن نرى أن في قصص الأنبياء هذه التدابير للقضاء على النبي أو معجزاته أو دعوته تأتي من رؤساء القوم، فهم من يخافون على مصالحهم إن تحول الناس للتوحيد، ومن خشيتهم إلى خشية الله وحده. أخذ رؤساء القوم يتشاورون فيما يجب القيام به لإنهاء دعوة صالح. فأشار عليهم واحد منهم بقتل الناقة ومن ثم قتل صالح نفسه. وهذا هو سلاح الظلمة والكفرة في كل زمان ومكان، يعمدون إلى القوة والسلاح بدل الحوار والنقاش بالحجج والبراهين. لأنهم يعلمون أن الحق يعلوا ولا يعلى عليه، ومهما امتد بهم الزمان سيظهر الحق ويبطل كل حججهم. وهم لا يريدون أن يصلوا لهذه المرحلة، وقرروا القضاء على الحق قبل أن تقوى شوكته. لكن أحدهم قال: حذرنا صالح من المساس بالناقة، وهددنا بالعذاب القريب. فقال أحدهم سريعا قبل أن يؤثر كلام من سبقه على عقول القوم: أعرف من يجرأ على قتل الناقة.