والذَّاهبات إلى الحقول بواكرًا يمشي العفافُ ورائهنَّ رقيبا يستمر الشاعر بمدح الريف وجمال أهلها، ومنهن الفتيات اللواتي يستيقظن باكرًا للعمل في الحقول، إذ تفوح منهن ريحة عفافهن وقمة أخلاقهن وطهارتن، وأنّ هذه الأخلاق والعفة تمشي من خلفهنّ وكأنها تراقب خطواتن الخلوقة. سلبتْ عذاراكَ الزهورَ جمالَها فبكَتْ تريدُ جمالَها المسلوبا يستمر الشاعر هنا بمدح فتيات الريف وجمال أخلاقهن، ويضيف أنّهن أخذن جمالهن من زهور الطبيعة، فأصبحت هذه الزهور تبكي تريد إعادة جمالها من الفتيات، ذلك لأن الفتيات تجاوزن جمال الزهور فأصبحن أجمل من كل شيء. كسَت الطَّبيعة وجهَ أرضِكَ سُندسًا وحبَتْ نسيمَك إذ تضوَّع طيبا يعود الشّاعر هنا ليخاطب الريف فيقول لها: إنّ الطبيعة قد غطّت أرضك بالجواهر والحرير الرقيق، ومنحتك الرائحة الجميلة والرقيقة، فأصبحت النسائم تحمل الريح العطرة والتي تفوح من هذه الأرض الطيبة. بيت قصيد مدح , اجمل قصائد واشعا المدح - صور بنات. بسطٌ تظلِّلها الغصون كما انحنَت أمٌّ تقبِّل طفلَها المحبوبا يستمر الشاعر هنا بالتغزل بطبيعة الريف وجمالها، فيقول إنّ هذه الأرض الخضراء هي كما البساط المفروش، والذي يظلله الغصون، وتلك الغصون عندما تنحني على الأرض فهي كما الأم تنحني لتقبل أطفالها بكل رقة وجمال.
مقالات متنوعة 6 زيارة ٣٥ كل مدح به تناهى العقول. مقالات من تصنيف شعر مديح و رثاء. التصنيف أبيات شعر مدح مواضيع مشابهة الكرم المتنبي المدح حكم شعر اخترنا لك.
[١] شرح قصيدة جمال الريف كيف استطاع الشاعر أن يُجسد الطبيعة ويخاطبها؟ للشاعر غنيم الكثير من القصائد التي ضُمنت في دواوينه، وهي من قصائد العصر الحديث، ومن ضمنها قصيدة جمال الريف التي تُعد من شعر الطبيعة [٢] التي يقول فيها: [٣] زعموكَ مرعًا للسَوام وليتَهم زعموكَ مرعًا للعقولِ خَصيبَا يبدأ الشاعر قصيدته بأسلوب الخطاب ، إذ يخاطب الشاعر الطبيعة والريف ويقول لها: إنّ الناس ظنوا بها أنّها لرعي الماشية فقط، بيد أن هذه الطبيعة هي رعي لكل العقول، فهي تربيها وتجعل العقل يُدرك جمالها من خلال التمعن بها، وبجمال الخالق في إبداع تفاصيلها. فهيَ القرائحُ أنتَ مصدرُ وحيها كم بتَّ تُلهِم شاعرًا وخطِيبا يستمر الشاعر بمخاطبة طبيعة الريف ويقول لها: إنّها كانت السبب في إبداع الشعراء وكتاباتهم، فهي سبب الإلهام لهم، إذ كانت بمثابة المكان الذي يوحي للشعراء بإبداعهم، ويبث بهم مصدر قول الشعر ونظمه. حيَّيتُ فيكَ الثابتين عقائدًا والطَّاهرينَ سرائرًا وقُلوبا ينتقل الشاعر هنا من مخاطبة الريف إلى مخاطبة أهل الريف، والسكان الذين هناك فهو يعتز بهم، ويفخر بعقائدهم الثابتة، وطيبة قلوبهم وصفائها، إضافة إلى طهارة نفوسهم، وهذه الصفات هي التي ميّزت سُكان الريف وجعلت الشاعر يُعجب بهم.
الأفكار الرئيسة في قصيدة جمال الريف تحملُ قصيدة جمال الريف للشاعر محمود غنيم العديد من الأفكار رغم أنَّ فكرة القصيدة الأساسية هي التغني بجمال الريف وطبيعته الغناء، وفيما يأتي أهمُّ الأفكار التي تناولتها القصيدة: نقدُ الفكرة الشائعة عن الريف بأنَّه مكان لرعي المواشي فقط. الريف مكان يلهمُ الشعراء والخطباء ومنبعٌ للقرائح النقية. توجيهُ تحيَّة من الشاعر لأهل الريف، لأنَّهم ثابتون على طبيعتهم ومبادئهم النقية. التغنِّي بجمال الريف وطبيعته الساحرة وما فيه من نباتات وأشجار وطيور. وصف عفَّة فتيات الريف وجمالهن. وصفُ فتيان الرِّيف وما يتميزونَ به من قوة وعزيمة. معاني المفردات في قصيدة جمال الريف السوام: من المصدر سام، وهي تعني أن الراعي ترك الماشية ترعى كيفما شاءت. [٤] خصيبًا: كثيرة النماء، وتُقال للأرض كثيرة العشب. بيت قصيد مدح وعتاب. [٥] القرائح: جمع قريحة وهي الملكة ارتجال الكلام وقوله. [٦] حييت: هي مجموعة من تعابير المودة والاحترام. [٧] العفاف: الامتناع عن الفعل السيء، وعن كل ما لا يحل ولا يليق. [٨] سلبت: ما يؤخذ ويُسلب قهرًا. [٩] سندسًا: هو نوع من الثياب الفاخرة والجميلة. [١٠] نسيمك: الريح اللينة واللطيفة. [١١] فيروزج: هو حجر كريم غير شفاف معروف بجمال لونه القريب إلى اللون الأخضر.