س: ما حكم إسبال الثياب بدون مكابرة أو خيلاء؟ وهل يجوز لبس الحرير للرجل في مواضع معينة؟ ج: إسبال الثياب للرجل أمر لا يجوز ولو لم يقصد الخيلاء؛ لأن الرسول ﷺ زجر عن ذلك، فقال في الحديث الصحيح: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب رواه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وهذان الحديثان يبينان أنه لا يجوز إسبال الثياب للرجل، وأن ذلك مع الخيلاء يكون أشد إثما وأعظم جريمة، وإنما الإسبال يكون للنساء لأن أقدامهن عورة. والواجب على الرجل أن يحذر الإسبال المطلق، وأن تكون ثيابه لا تتجاوز كعبه لما تقدم ولقوله عليه الصلاة والسلام: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار رواه البخاري في صحيحه، وهذا في حق الرجل، أما المرأة فلا بأس بالإسبال في حقها كما تقدم. وأما الحرير فلا يجوز لبسه للرجال، وإنما هو مباح للنساء لقول النبي عليه الصلاة والسلام: أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورها لكن إذا كان للتداوي كالحكة ونحوها فلا بأس في حق الرجل؛ لأن النبي ﷺ رخص للزبير وطلحة في لبس الحرير لأجل حكة كانت بهما، وذلك من باب العلاج والدواء، ويجوز أيضا للرجل أن يلبس من الحرير قدر أصبعين أو ثلاثة أو أربعة لثبوت السنة الصحيحة بذلك [1].
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا. الجزائر في: ٢٨ مِنْ ذي الحجَّة ١٤٢٦ﻫ الموافق ﻟ: ٢٨ جانفي ٢٠٠٦م ( ١) انظر: «سُبُل السلام» للصنعاني (٤/ ٣٠٨). ( ٢) أخرجه أحمد (٢٠٦٣٣)، والبيهقيُّ في «شُعَب الإيمان» (٧٦٩٠) عن أَبي جُرَيٍّ جابرِ بنِ سُلَيْمٍ الهُجَيْمِيِّ رضي الله عنه. قال الأرناؤوط: «إسنادُه صحيح»، وهو في «السلسلة الصحيحة» للألباني (١٣٥٢). ( ٣) أخرجه البخاريُّ في «اللباس» باب: ما أَسْفَلَ مِنَ الكعبين فهو في النار (٥٧٨٧) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. ( ٤) أخرجه الطبرانيُّ في «مسند الشاميِّين» (١٢٣٧) وفي «المعجم الكبير» (٧٩٠٩) مِنْ حديثِ أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثميُّ: «رواه الطبرانيُّ بأسانيدَ، ورجالُ أحَدِها ثِقاتٌ»، انظر: «السلسلة الصحيحة» للألباني (٦/ ٤٠٦). حكم إسبال الثياب بدون خيلاء ولبس الحرير للرجل. ( ٥) انظر: «إرشاد الفحول» للشوكاني (١٦٦). ( ٦) أخرجه البخاريُّ في «اللباس» بابُ مَنْ جرَّ إزارَه مِنْ غيرِ خُيَلاءَ (٥٧٨٤)، ومسلمٌ في «اللباس» (٢٠٨٥)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. ( ٧) «فتح الباري» لابن حجر (١٠/ ٢٥٥).
^ أ ب ت علوي بن عبدالقادر السقاف (26-7-1429)، "حكم إسبال الثياب" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2017، بتصرّف. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8/68، صحيح. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 1783، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 5783.
السؤال: ما حكم الإسبال (إسبال الثياب)؟ الإجابة: إسبال الثوب على نوعين: * أحدهما: أن يكون خيلاء وفخراً فهذا من كبائر الذنوب وعقوبته عظيمة، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم "، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: " المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف والكذب ". الإسبال ولبس الثياب الضيقة للرجال - الإسلام سؤال وجواب. فهذا النوع هو الإسبال المقرون بالخيلاء، وفيه هذا الوعيد الشديد أن الله لا ينظر إلى فاعله، ولا يكلمه، ولا يزكيه يوم القيامة وله عذاب أليم. وهذا العموم في حديث أبي ذر رضي الله عنه مخصص بحديث ابن عمر رضى الله عنهما فيكون الوعيد فيه على من فعل ذلك خيلاء لاتحاد العمل والعقوبة في الحديثين.
يَحرُمُ على الرِّجالِ إسبالُ الثِّيابِ، وإن لم يكُنْ للخُيَلاءِ، وهو روايةٌ عند الحَنابِلة [302] ((الإنصاف)) للمرداوي (1/333). ، وقولُ ابنِ حَزمٍ [303] قال ابنُ حزم: (وأمَّا من استرخى ثوبُه، حتى مسَّ كعْبَه؛ ففَرْضٌ عليه أن يرفَعَه). ((المحلى)) (2/392). ، وابنِ العربي [304] قال ابن العربي: (لا يجوزُ لرجُلٍ أن يجاوِزَ بثَوبِه كَعْبَه، ويقول: لا أتكبَّرُ فيه؛ لأنَّ النَّهيَ تناولَه لفظًا، وتناوَلَ عِلَّتَه، ولا يجوزُ أن يتناوَلَ اللَّفظُ حُكمًا فيُقالُ: إنِّي لستُ ممَّن يمتَثِلُه؛ لأنَّ العِلَّةَ ليست فيَّ، فإنَّها مخالَفةٌ للشَّريعةِ، ودعوى لا تَسْلَّمُ له، بل مِن تكَبُّرِه يطيلُ ثَوبَه وإزارَه، فكَذِبُه معلومٌ في ذلك قطعًا). ((عارضة الأحوذي)) (7/238). ، وابنِ تيميَّةَ [305] قال ابن تَيميَّةَ: (وإن كان الإسبالُ والجَرُّ منهيًّا عنه بالاتِّفاقِ، والأحاديثُ فيه أكثَر، وهو مُحرَّمٌ على الصَّحيحِ). ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (ص: 383). ، وابنِ حَجَر [306] قال ابن حَجَر: (وفي هذه الأحاديثِ أنَّ إسبالَ الإزارِ للخُيَلاءِ كَبيرةٌ، وأمَّا الإسبالُ لغَيرِ الخُيَلاءِ، فظاهرُ الأحاديثِ تَحريُمه). ((فتح الباري)) (10/263).