والكلمةُ الطيبةُ أثرُها طيِّبٌ، وريحُها طيِّبٌ، وطعمُها طيِّبٌ، مَنْ تكلَّم بهَا عن صدقٍ وإخلاصٍ وتمنَّى الخيرَ للنَّاسِ وعَلِمَ يقينًا أنَّ اللهَ سيجازِيْه عليهَا بَذَلَ ما في وسعِه من أجلِ إسعادِ سامعِيهَا لتغييرِ حياتِهم إلى الأحسنِ، قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)(رواه البخاري (2989)، ومسلم (1009). والكلمةُ الطيبةُ بَعَثَ اللهُ بهَا الأنبياءَ والمرسلينَ ليُخرجوا العبادَ من ظلماتِ الكُفرِ والشِّركِ إلى نورِ التَّوحيدِ والعلمِ، ومن عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ ربِّ العبادِ. كلام عن الجار الطيب برمجه. والكلمةُ الطيبةُ سخَّرَ اللهُ لها العلماءَ والدعاةَ والمصلحينَ لتنويرِ القُلوبِ بمحبةِ الخالقِ العظيمِ ودلالتِهم على طريقِه القويمِ الموصلِ إلى مرضاتِه وجنَّتِه. والكلمةُ الطيبةُ لها شأنٌ عظيمٌ؛ فهيَ بوابةُ الخيرِ للولوجِ إلى القُلوبِ، والمعينةُ على إمدادِ النُّفــوسِ بالطـــاقةِ والإرادةِ والعمـــلِ، وهي مُنطــلقُ الأعمـــالِ الكبيرةِ والمشــاريعِ العظيمةِ، وهي وقودُ الإنسانِ لبذْلِ أسبابِ النَّجاحِ في أمرِ دينِه ودُنيَاه. أيُّها المؤمنونَ: إنَّ كلَّ كلمةٍ تخرجُ من الإنسانِ هيَ عنوانُ صاحبِهاِ، وبُرهانٌ على مكنوناتِ قَلبِه وصدرِه، ودَليلٌ على أصلِه وعقلِه، فكمْ من كلمةٍ أفرحتْ وأخرى أحزنتْ، وكمْ من كلمةٍ أضحكتْ وأخرى أبكتْ، وكمْ من كلمةٍ فرَّقتْ وأخرى جمعتْ، وكمْ من كلمةٍ أقامتْ وأخرى هدمتْ، وكمْ من كلمةٍ انشرحَ لها الصدرُ وأَنِسَ بهَا الفؤادُ وأحسَّ بسببِها سعةَ الدُّنيَا وأخرى انقبضتْ لهَا النفسُ واستوحشَها القلبُ وألقتْ قائلَها أو سامعهَا في ضيقٍ وضنكٍ، فضاقتْ عليه الدنيَا على رحابتِها والأرضُ على سعتِها.
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك». رواه مسلم. ---------------- وفي رواية له عن أبي ذر، قال: إن خليلي - صلى الله عليه وسلم - أوصاني: «إذا طبخت مرقا فأكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف». الأمر بإكثار ماء المرقة ليكثر الائتدام بها. وفي الحديث: الحض على تعاهد الجيران ولو بالقليل، لما يترتب على ذلك من المحبة والألفة، ولما يحصل به من المنفعة ودفع المفسدة، لأن الجار قد يتزوج القتار فيتحرى لهدية جاره. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن! » قيل: من يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه! ». الكلام الطيب وفضل إكرام الجار والضيف. ---------------- وفي رواية لمسلم: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه». «البوائق»: الغوائل والشرور. في هذا الحديث: وعيد شديد لمن أخاف جاره أو خادعه على أهله أو ماله. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة». ---------------- فيه: الحث على فعل المعروف بين الجيران وإن قل.
الخطبة الأولى: إنّ الحمدَ للهِ، نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ منْ شُرورِ أنفسِنَا ومِنْ سَيّئَاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلَا مُضِلّ لَهُ، ومنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسلّم تسليمًا كثيرًا، أمّا بعدُ: فاتّقُوا اللهَ أَيُّهَا المؤمنونَ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}[آل عمران:102]. عبادَ اللهِ: حثَّ الشارعُ الحكيمُ على الكلمةِ الطيِّبةِ لما لها من الأثرِ البالغِ في حياةِ النَّاسِ، وخاصةً إذا خرجتْ من قلبٍ مفعمٍ بالإيمانِ يُحبُّ الخيرَ للآخرينَ، وقد أَمَرَ ربُّنَا جلَّ وعلا بالإكثارِ منهَا بجميعِ صورها، قالَ تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، قال ابنُ سعدي رحمه اللهُ: "ومِنَ القولِ الحسنِ أمْرُهم بالمعروفِ, ونهيُهم عن المنكرِ, وتعليمُهم العلمَ, وبذلُ السلامِ, والبشاشةُ وغيرُ ذلك من كلِّ كلامٍ طيبٍ. ولما كانَ الإنسانُ لا يسعُ الناسَ بمالِه أُمِرَ بأمرٍ يقدرُ بِه على الإحسانِ إلى كلِّ مخلوقٍ, وهو الإحسانُ بالقولِ"ا.
هسبريس سياسة الخميس 15 أبريل 2010 - 17:21 أكد منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء عز الدين بلماحي أن المغرب، في إطار التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، يقود حاليا تجربة نموذجية في مجال إعادة الإدماج الاجتماعي والمهني للسجناء. كتب التأثير الإيجابي والفعال في الشباب - مكتبة نور. وأضاف بلماحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أمس الأربعاء بمراكش، على هامش الأيام الدراسية التي تنظمها لفائدة مدراء المؤسسات السجنية من 14 إلى 16 أبريل الجاري مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والجمعية من أجل التربية والتكوين بالخارج ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة، أن هذه التجربة تعتبر متميزة مقارنة مع دول أخرى تنهج المسار الديمقراطي. وأوضح، في الإطار ذاته، أن هذه التجربة تعتبر رائدة يمكن اتباعها وأخذها بعين الاعتبار كنموذج بالنسبة لدول العالم الثالث. وأشار بلماحي إلى أن مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمندوبية العامة لإدارة السجون والإدماج تعملان من أجل تغيير الفضاء السجني المغلق إلى فضاء لإعادة التأهيل والإدماج، مبرزا أن الهدف هو جعل الفضاء السجني فضاء لإعادة التربية، من خلال وضع آليات وإمكانيات معرفية تمكن السجين من الاندماج داخل المجتمع وفي عالم الشغل مع احترام تام للقوانين الجاري بها العمل.
وأيضًا تجارب التأسيس في أمريكا اللاتينية من الأرجنتين إلى تشيلي إلى البرازيل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ثم في موجتي الثمانينيات ثم الألفينات. لو تمعنا في تجارب الانتقال الديمقراطي الناجحة سواء الأوروبية أو الأمريكية-اللاتينية، لوجدنا أن التأسيس الديمقراطي كان مستديمًا بالأساس بسبب الدور الطليعي للأطراف الديمقراطية الاجتماعية وكان صمام أمان استمرار التجربة الديمقراطية هو الإسهام الإصلاحي الاجتماعي الذي فرضته حركات ديمقراطية اجتماعية جماهيرية مهيكلة بمرونة متحالفة مع المنظمات النقابية. لولا ذلك لسقطت التجارب إما لمصلحة دكتاتوريات يمينية رجعية أو لمصلحة بدائل راديكالية شيوعية شمولية. يجب اعادة التجربة من أجل. التجربة التاريخية العربية وضعت فرصة التأسيس الديمقراطي متماهية مع لحظة استمرار زخم إسلام سياسي متسلح بعاطفة دينية جياشة لكن في الأساس معني بالتموقع في الدولة والاستعداد لخدمة النخبة الاجتماعية السائدة وتحصيل المقبولية من الأطراف الدولية مهما كان الثمن أو استمرار بديلها "الوطني" الذي فشل في بناء دولة وطنية ناجعة لكن بقي مؤثرًا بقوة في أجهزة الدولة يستمد "مشروعية" مهترئة ويتسلح بجبهة مصالح تعطل التنمية وتعيد خلق الأزمة.
وأيضاً حزب بخطة سياسية تضع نصب أعينها بناء علاقة ثقة مع الحركات الاجتماعية المتهيئة والتي تنتظر ما سيفعله قيس سعيّد لكن سرعان ما سترى أن الرئيس لم يفعل إلا أن أعاد ما قامت به نخبة ما قبل 25 جويلية، أي شراء دستور ومشروع سياسي مجرد بأي ثمن، حتى بثمن اتفاق مع صندوق النقد بدون أي رؤية إصلاحية عميقة محلية. المقالات المنشورة في هذا القسم تُعبر عن رأي كاتبها فقط ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "ألترا صوت"