و التوبة سلوك ناتج عن وجدان وعن توتر و عزم يتبعه سلوك، فإذا صدقت التوبة لابد أن يتبعها سلوك ولذلك القرآن يقول (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) ويقول (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) فلابد من التوبة من تجديد الإيمان فالتوبة تجدد الإيمان لأن الذنوب تخدش الإيمان فلابد أن نرمِّم هذا الإيمان بالتوبة وهو إيمان يتبعه عمل للصالحات.
الكافي: 2 / 1 / 47. 25- قال الإمام الرضا ( عليه السلام) – وقد سئل عن علة إغراق الله فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده ؟ –: لأنه آمن عند رؤية البأس ، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول. البحار: 6 / 23 / 25. الندم توبة 26- قال الإمام علي ( عليه السلام): الندم أحد التوبتين. مستدرك الوسائل: 12 / 118 / 13674. 27- قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله): الندم توبة. كنز العمال: 10301. 28- قال الإمام الباقر ( عليه السلام): كفى بالندم توبة. الخصال: 16 / 57. 29- قال الإمام الباقر ( عليه السلام): استرجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار. البحار: 78 / 164 / 1. 30- قال الإمام علي ( عليه السلام): الندم على الخطيئة استغفار. 31- قال الإمام علي ( عليه السلام): الندم على الذنب يمنع من معاودته. غرر الحكم: 1398. 32- قال الإمام علي ( عليه السلام): من ندم فقد تاب ، من تاب فقد أناب. الذي يتوب ثم يرجع أكثر من مرة، هل تُقبل توبته؟. 33- قال الإمام علي ( عليه السلام): ندم القلب يكفر الذنب. مستدرك الوسائل: 12 / 118 / 13674.
والمعافاة في هذا الحديث تحتمل المعنيين: أن يكون الله عافاه فغفر له أو يكون عافاه فستره كما صرح بهذا ابن حجر رحمه الله. أما بالنسبة لمن كشف ستر الله عن نفسه ثم تاب من الذنب فالرَّاجح أن الكشف ذنب آخر تلزم منه التوبة. والعلم عند الله تعالى.
تاريخ النشر: الخميس 17 رجب 1430 هـ - 9-7-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 124555 2624 0 176 السؤال لقد أوقعتني نفسي الأمارة بالسوء في محرم كبير، لقد أحببت فيما مضى فتاة، ولقد شغفتني حبا، فصرت متعلقا بها، وتغير سلوكي حتى صرت متيما بها، ولا أهوى إلا إياها، فخفت أن أخسرها وتصورت أن بي سحرا، فقصدت عرافا تلو الآخر لأفك ما بي مما أتصوره سحرا، ثم قررت أن أسحرها، وأخذت طلاسم لأحرقها وحرقتها، ولكني لم أكن مقتنعا، ثم أخذت شيئا لأطعمها، ولكني امتنعت. في تلك الفترة كنت سيئ الخلق، وكنت لا أصلي، واقترفت المعاصي، وذهبت إلى الأطباء النفسيين، أما الآن فأنا أحاول جاهدا تذكر تلك الذنوب وإرجاع حقوق الناس قبل الممات، وخاصة تلك الفتاة، فذهبت إليها، وصارحتها، واستسمحتها واعتذرت إليها، وقبلت. وأنا خائف جدا، فما هو حكمي؟ وما ذا أستطيع تقديمه أكثر؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهنيئا للأخ السائل توبته إلى الله، ونسأل الله تعالى أن يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجنبه مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. فباب التوبة مفتوح بفضل الله تعالى لكل إنسان مهما بلغ ذنبه، ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو يعاين الموت ويتيقنه، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.