وإذا كانت الشجرة الطيبة عنوان الخير والجود، فإن المؤمن خير كله، وبركة كله، وطيب كله. ولا شك أن القرآن حين يضرب مثلاً لكلمة التوحيد أو للمؤمن بالشجرة الطيبة الخيرة المعطاء، يكون قد أوصل الفكرة التي أراد إيصالها بشكل أكثر وضوحاً، وأشد بياناً من أن يأتي بتلك الفكرة مجردة، خالية من أي تمثيل أو تشبيه. المصدر: موقع الشبكة الإسلامية
وفَرْع الشجرة: غصنها، ومن قولهم: فَرعَ الجبل إذا علاه، وسُمي الأعلى فرعاً، لتفرعه عن الأصل، ولهذا أفرد اللفظ في الآية، وإلا فكل شجرة لها فروع وأغصان. ووصف الشجرة بكونها طيبة يشمل طيب الصورة والشكل والمنظر والطعم والرائحة والمنفعة، ويكون أصلها ثابتاً أي: راسخاً آمناً من الانقطاع والاجتثاث، ويكون فرعها في السماء، لأن ارتفاع الأغصان يدل على ثبات الأصل، وأنها متى ارتفعت كانت بعيدة عن عفونات الأرض، فكانت ثمارها نقية عن جميع الشوائب. والآية من الاحتباك فذِكْر ثابت أولاً دال على عالٍ صاعد ممتد ثانياً، وذكر السماء ثانياً دال على الأرض أولاً. وبين قوله تعالى أصلها ثابت وقوله: وفرعها في السماء طباق رائع وكناية عن علو شأن هذا الشجرة المباركة بداية ونهاية وأصلاً وفرعاً. ثمار دائمة ووصفت الشجرة أيضاً بأنها تُؤْتي أكُلها كل حين أي تؤتي ثمرها في كل وقت. والحين في اللغة بمعنى الوقت، فقد وصفت الشجرة بأن ثمارها دائمة ولا تنقطع في كل وقت وقته الله تعالى لإثمارها. وقوله تعالى بإذن ربها أي بإرادته ومشيئته سبحانه. ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ... مشاري البغلي - YouTube. والمراد بالأكُل المأكول، وإضافة (رب) الى ضمير الشجرة فيه تعظيم لمكانتها. وأوثر وصف الربوبية للدلالة على كمال التربية والعناية.
وهذا المثل القرآني جاء عقيب مثل ضربه سبحانه لبيان حال أعمال الكفار، وهو قوله تعالى: { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف} (إبراهيم:18)، فذكر تعالى مثل أعمال الكفار، وأنها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، ثم أعقب ذلك ذكر مثل أقوال المؤمنين. ووجه هذا المثل أنه سبحانه شبه الكلمة الطيبة - وهي كلمة لا إله إلا الله وما يتبعها من كلام طيب - بالشجرة الطيبة، ذات الجذور الثابتة والراسخة في الأرض ، والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء ، لا تنال منها الرياح العاتية ، ولا تعصف بها العواصف الهوجاء ، فهي تنبت من البذور الصالحة، وتعيش في الأرض الصالحة ، وتجود بخيرها في كل حين ، ثم تعلو من فوقها بالظلال الوارفة ، وبالثمار الطيبة التي يستطيبها الناس ولا يشبعون منها ، فكذلك الكلمة الطيبة تملأ النفس بالصدق والإيمان ، وتدخل إلى القلب من غير استئذان ، فتعمل به ما تعمل. وقد روى الطبري عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى: { كلمة طيبة}، قال: هذا مثل الإيمان، فالإيمان الشجرة الطيبة، وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاص لله، وفرعه في السماء، فرعه خشية الله. وهذه الشجرة أيضاً مثلها كالمؤمن، فهو ثابت في إيمانه، سامٍ في تطلعاته وتوجهاته، نافع في كل عمل يقوم به، مقدام مهما اعترضه من صعاب، لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً، معطاء على كل حال، لا يهتدي البخل إلى نفسه طريقاً، فهو خير كله، وبركة كله، ونفع كله.
↑ المتنبي، "أرق على أرق ومثلي يأرق" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-15. ↑ المتنبي، "أما الفراق فإنه ما أعهد" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-15. ↑ المتنبي، "بقائي شاء ليس هم ارتحالا" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-15.
عندك خبر إن اليالي تغير..!! كانك على تغير جسمي تحيرت..!! لو شفت قلبي كان فعلا تحير..!! شكلي تغير..!!