[٧] روى الصحابيّ الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لعن رسولُ اللهِ الرجلَ يلبس لبسةَ المرأةِ، والمرأةَ تلبس لبسةَ الرجُلِ). حكم تشبّه النساء بالرجال - سطور. [٨] والتشبّه المذموم والمحرّم، مضبوطاً بثلاثة ضوابط؛ هي: [٩] أن يصدر التشبّه من صاحبه وهو قاصد له. أن يكون التشبّه من اختيار الشخص المتشبِّه؛ أي ألا يكون مُكرَهاً على ذلك، فإن كان مُكرَهاً فلا يأثم على ذلك؛ لِما ورد عن ابن عبّاس فيما رواه عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه). [١٠] أن يكون التشبّه فيما يتميّز به أحد الجنسين عن الآخر، أو أن يكون عادةً وطبعاً في الجنس الآخر، أو جاء النّص بتخصيصه لأحدهما. مجالات تشبّه الرجال بالنساء عند الفقهاء ذكر الفقهاء صوراً لتشبّه الرّجال بالنّساء، وكان جلّها تشبّهاً في الأعمال الظاهرة؛ مثل: تغيير طريقة الكلام، والعمل على ترقيقه، وفعل أفعال كأفعال النّساء؛ مثل: الزغاريد في المناسبات، فقد ذكر الفقهاء كراهة ذلك بالنسبة للرّجال، إلّا إذا كان القصد منه التشبّه بالنّساء فيصبح حراماً، وكذلك الأمر بالنسبة للأفعال التي تعود إلى العُرف؛ مثل: الضرب بالدفّ إذا فعله الرجال؛ فقد كان في زمن سابق من عُرف النساء، ويدخل أيضاً في صور تشبّه الرّجال بالنّساء؛ وكذلك التشبّه بملابس النّساء وهيئتهن، والزينة والحركات.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك ربِّ العزَّة عمَّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
ويمكن الرد على مدعي التطور والتمدن، أي تطوّر وتمدّن يُحمد أم يحسن في تشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، بل بالعكس تماما إنما هو انحدار وسقوط يؤول إلى أضرار أخلاقية واجتماعية كثيرة، ولا يمكن أن ينهض المجتمع المسلم بشكل صحيح إذا انقلبت الأمور وفق هذا الاعوجاج الشنيع فيما بين الرجل والمرأة من تشبه كل منهما بالآخر. والله نسأل أن يحفظ المسلمين والمسلمات من كل سوء وشر، وأن يقينا مجتمعنا وبلادنا من الدعوات المنحطة باسم التطوّر والتمدّن في تشبه مشين الرجال بالنساء أو النساء بالرجال. اللعن بالمتشبهين ويقول فضيلة الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري قاضي الاستئناف بوزارة العدل: النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لعن الله المتشبّهين من الرجال بالنساء ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال». تشبه الرجال بالنساء في القرآن. وقال -عليه الصلاة والسلام-: «من تشبّه بقومٍ فهو منهم». فلا يجوز التشبّه بالكفار، ولا الرجل بالمرأة، ولا المرأة بالرجل، ومما يؤسف له أن تنشأ مظاهر هذا التشبّه المرفوض بين شباب المسلمين من خلال وسائل الإعلام، التي تقدّم الماجنين والفاسقين، على أنهم قدوة، وتقدّم التعرّي والتشبّه بأبشع صوره وأقبحها على أنه طريق إلى النجومية والشهرة وغير ذلك مما يخدعون به شباب المسلمين.
قال الإمام النووي: هذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وقع هذان الصنفان، وهما موجودان، وفيه ذم هذين الصنفين، ومعنى كاسيات عاريات قيل: معناه تستر بعض بدنها، وتكشف بعضه إظهاراً بحالها ونحوه. وقيل: معناه تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها. وأما مائلات، فقيل: معناه يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن. ومعنى رؤوسهن كأسنمة البخت أن يكبرنها ويعظِّمْنَها بلفِّ عمامة، أو عصابة، أو نحوها [8]. حكم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال. أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم. الخطبة الثانية الحمدُ لله وكفى، وصلاةً على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكمَلين الشُّرفا، وبعد: فمن المعاصي التي تقع فيها المرأة: • إظهار الزينة والذهب من تحت النقاب. • وتطيبها بالمسك والطيب إذا خرجت. • ولبسها المزركش، والحرير، والثوب القصير. وكل ذلك من التبرج المنهي عنه. وقد انتشر تشبه النساء بالرجال كثيراً في هذا الزمان ؛ ولهذا يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» [9]. وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» [10].
[١] حكم تشبّه النساء بالرجال مسألة تشبّه النساء بالرجال، وتشبّه الرجال بالنساء، من الأمور التي صرّح الإسلام بتحريمها، وجاءت النصوص الشرعية تلعن فاعلها، وهي من كبائر الذنوب التي تُهلك صاحبها؛ ذلك أنّ هذا تشبّه في غير محلّه، ويحمل مناقضةً كبيرةً للفطرة السليمة السويّة التي فطر الله -عزّ وجلّ- الناس عليها، ثمّ إنّ في تشبّه الجنسين ببعضهما مفاسد دينيّة ودنيويّة كبيرة وخطيرة، وفي الحديث ما رواه عبد الله بن عباس عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (لعَن رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- المُتَشَبِّهينَ من الرّجالِ بالنّساءِ، والمُتَشَبِّهاتِ من النّساءِ بالرّجالِ). [٢] [٣] وتشبّه النساء بالرجال المنهي عنه له شروطٌ ثلاثةٌ، وهي: [١] أن تقوم به الأنثى قاصدةً له، أمّا التشبّه الذي لم تتوفّر فيه النيّة والقصد فمعفوٌ عنه. تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال. أن يكون تشبّهها اختياراً لا إكراهاً؛ لِما جاء عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- فيما رواه عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال: (إنَّ اللهَ تجاوَز عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه). [٤] أن يكون التشبّه فيما يتميّز به الرجال عادةً وطبعاً فيهم، أو على هيئتهم، أو جاء النص بتخصيصه لأحدهما.
و نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مائلاتٌ مميلاتٌ، رؤوسهنَّ كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. كيف يكون تشبه الرجال بالنساء والعكس ؟ الشيخ عبداله السلمي - YouTube. كاسيات عاريات يعني: ملابسهن قصيرة، أو رقيقة، اسمها كسوة، لكنها عارية في الحقيقة، مائلة عن العِفَّة وعن الصلاح، مميلة لغيرها إلى الفساد والفواحش. رؤوسهنَّ كأَسْنِمَة البُخْت المائلة يعني: يُعظّمن الرؤوس بأشياء يجعلنها فيها، حتى تكون كأسنمة البخت المائلة، والبُخْت: نوعٌ من الإبل لها سنامان بينهما شيء منخفض، فهن يجعلن على رؤوسهنَّ أشياء حتى تكون كأسنمة البخت المائلة، يكون لهن مثل الرأسين بينهما فجوة تُشبه أسنمة البخت المائلة، إما للتمييز، وإما للتعاظم، وإما لأسبابٍ أخرى. فالواجب على النساء أن يحذرن هذه الصفات، وأن يكن عفيفات، بعيدات عن الفواحش، بعيدات عن الميل عن الحق والصواب، بل يلزمن الزي الصالح، والسيرة الحميدة، والحذر مما حرم الله من الميل عن الحق، أو الإمالة إليه، أو لباس ما لا يستر من الملابس لقصره أو لرقته، والحذر من الميل إلى الباطل أو إلى الزنا، والحذر من إمالة الناس إليه من أخواتٍ، أو جارات، أو بنات، يجب على المرأة أن تحذر الزنا، وأن تحذر أن تكون عونًا فيه، أو مشيرةً فيه، أو تُميل الناس إليه، وكما يحرم على النساء يحرم على الرجال، فيحرم على الرجال أيضًا أن يكونوا دعاةً للباطل، دعاةً للإثم في أقوالهم، أو أفعالهم؛ نسأل الله العافية.
ونذكره بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى ، فهو خير معين ومسؤول ، وإذا صدق العبد في دعائه والاستعانة به والالتجاء إليه صَدَقَه الله بإجابة دعائه وإزالة شكواه ، ولكن مِن صِدقِ الدعاء الصدقُ في الأخذ بالأسباب ، والحرصُ والمجاهدةُ والمصابرةُ حتى يتوصل إلى الشفاء التام ، ويتخلص من هذه الممارسات السيئة المحرمة ، وله في المجاهدة والمصابرة أجر عند الله سبحانه وتعالى. وأفضل ما يساعد على التخلص من تلك الميول هو الزواج ؛ فهو يفتح المجال للإشباع الجنسي السليم والحلال ، وفي انتظار ذلك ليشغل نفسه عن الشهوات بملء الوقت بالعبادات والعادات المفيدة النافعة ، وليحرص على الصوم ، فإنه مفيد في تقوية التحكم بالإرادة ، وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه البخاري ( 1905) ومسلم ( 1400). ومن أهم ما يعينه: مراعاة حدود الله ، بلجم البصر عن الانطلاق في عورات الناس ، ولجم النفس عن تمني شهواتهم ، فإن إطلاق النظر في الحرام أساس كل بلية ، وهو الذي يجر على الإنسان تلك العادات السيئة الشاذة التي يراها في بعض الشاذين. قال ابن القيم رحمه الله: "فإن النظرة تولد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصبر عزيمة جازمة فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع ، وفى هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده" انتهى. "