قال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح وكما قال الشاعر: (خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى، واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى، لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى).. والعبرة من القصة ليست في الاكتشافات العلمية التي حصل عليها فلمنج، ولا في المكافأة التي تحصل عليها عند مساعدة الغير، ولكن العبرة في أن تبحث دائماً عن الحق، والخير، لأن مكافأة الله تعالى أعظم بكثير من مكافأة الناس لبعضهم البعض.
دخل غلام صغير محل حلاقة، فهمس الحلاق للزبون: " هذا أغبى طفل في العالم... انتظر و سأثبت لك ذلك. " وضع الحلاق ديناراً بيدٍ و 250 فلساً باليد الأخرى، ثم نادى الغلام و عرض عليه المبلغين ، و بدون أي تردد أخذ الغلام الـ 250 فلساً و خرج من المحل! فقال الحلاق: " ألم أقل لك هذا الولد لا يتعلم أبداً! و في كل مرة يكرر نفس الأمر! " عندما خرج الزبون من المحل قابل الغلام خارجاً من محلٍ لبيع الحلويات، فدفعه الفضول أن يسأله ليعرف إن كان على وعي بما يقوم به، فتقدم منه و سأله: " لماذا تأخذ الـ 250 فلساً كل مرةٍ و لا تأخذ الدينار؟! " فأجاب الغلام: " لأنه فى اليوم الذي آخذ فيه الدينار سأكون أنا الخسران لأ ن اللعبة ستنتهي! " العبرة: ادرس خياراتك بِتَأَنٍّ، الربح العالي و السريع قد لا يكون الخيار الصحيح على المدى البعيد، و لا تستهين بذكاء أحد مهما كان صغيراً، فإنه قد يرى ما لاتستطيع رؤيته: لا تحقرن صغيرا في مخاصمة... إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
2 ـ ومن ذلك: قصة البغيّ التي سقَت كلباً، أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله غفر لها ذلك، وأدخلها الجنة، وفي عموم الإحسان إلى البهائم يقول عليه الصلاة والسلام: « في كل كبدٍ رطبة أجر » ( [5]). 3 ـ ومن ذلك: ما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: « اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة » ( [6]). فيا من عجز أو تكاسل عن الصدقة بجزء من التمرة! هل تعجز عن كلمة طيبة تُدخل بها السرورَ على أخيك، أو تدفع عنه بها حزنَه، أو تأمر بمعروف، أو تنهى عن منكر؟! 4 ـ ومن أبواب المعروف اليسيرة التي لا يصح احتقارُها: كفّ الأذى عن الناس باليد واللسان، كما في "الصحيحين" عن أبي ذر رضي الله عنه قال: « قلت: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهاد في سبيله، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تُعيْن صانعاً، أو تصنع لأخرق، قلت: أرأيت إن ضعفتُ عن بعض العمل؟ قال: تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة » ( [7]). بل قد روي عن الحسن، وابن سيرين: أن فعل المعروف يؤجر عليه، وإن لم يكن له فيه نية، سُئل الحسن عن الرجل يَسأله آخرُ حاجةً وهو يبغضه؛ فيعطيه حياء: هل له فيه أجر؟ فقال: إن ذلك لمن المعروف، وإن في المعروف لأجراً.
أم هدفك سماع صوت فتاة فتدمر بيتها ؟! إنك لم تخلق للمعاكسات الهاتفية ، أو السير وراء الفتيات مدعياً أنه الحب ، وإنها الزمالة والصداقة والقرابة33!! لم تخلق للهو واللعب، ولم تخلق لسماع الغناء والموسيقى وشرب الدخان ولبس السلسال!!! بل خلقت لأمر عظيم ، خلقت لإقامة الدين وعبادة رب العالمين ( وما خلقت الجنّ والانس إلا ليعبدون) 34. وهذا قد مرّ ذكره. قال الحسن البصري " ما ضربت ببصري ، ولا نطقت بلساني ، ولا بطشت بيدي ، ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أم على معصيّة ؟! فإن كانت طاعة تقدمت ، وإن كانت معصيّة تأخرت وتركت " أيها المعاكس أغلق هاتفك أخي الحبيب ،،، أغلق هاتفك وبادر الى التوبة ، فحذار حذار إن بقيت فإنك الى ما صاروا اليه سائر ، وعلى ما فعلت من الاعمال قادم ، وعلى ما فرطت في زمن الامهال نادم... فعجل أخي وتب ، واعلم أن التوبة تجب ما قبلها وسيئاتك يبدلك الله بها حسنات ( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات... ) فاقلع عن الذنب واعزم على عدم العودة اليه ، واندم على مافات وياحبذا مع الندم البكاء ،،، فالبكاء من سمات الصدق في التوبة. وخير ما يغسل العاصي مدامعه والدمع من تائبٍ أنقى من السحبِ واياك والتردد أو التأخر ، فلك في قول الامام حسن البصري – رحمه الله – لحكمة حيث قال: ان قوماً ألهتهم أمانيّ المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة ، ويقول أحدهم: إني أحسن الظنّ بربي وكذب... لو أحسن الظنّ لأحسن العمل.