ومن الجدير بالذكر هنا أنّنا نستخدم الأنموذج ذاته لتصميم المهمّات الأدائيّة لبقية المواد الدراسيّة، ومنها العلوم والرياضيات واللغة الإنكليزيّة، ما يضمن ترسيخ مبادئ التقييم وانسيابيّة التطبيق. المهمات الأدائية لوحدة الإحصاء رياضيات ثالث ثانوي - تعليم كوم. في النهاية، يتبيّن أنّ هذا النوع من التقويم يختزل في مراحله الكثير من طرق التعلّم الحديثة، مثل التعلّم المبنيّ على البحث، والتعلّم المبنيّ على المشاريع، والتعلّم التفاعليّ، كما يدمج إطار التعليم القائم على الظواهر الطبيعيّة، وهو نهج يضمن وجود خمسة أبعاد رئيسة في العمليّة التعليميّة، تتمثّل في الشمولية، والأصالة، والسياق، والاستقصاء الموجَّه بالمشكلات، وعمليّات التعلّم والبحث الموجَّهة والمفتوحة، فيوفّر بذلك نموذجًا عمليًّا للمعلّمين والمتعلّمين. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ اعتمادنا التقويم البديل باستخدام أنموذج المهمّات الأدائيّة، لا يغنينا عن أساليب التقويم التقليديّة، لأنّ الطريقتين تكمّلان بعضهما بعضًا. فالدمج بين عدّة استراتيجيّات تجعل المتعلّم محور عمليّة التقويم وتوفّر له الفرصة لإبراز مهاراته والتعبير عن ذاته بما تعزّزه من عمليّتي التقويم الذاتيّ وتقويم الأقران، فتسهم في إشراك المتعلّمين في تقويم أعمالهم، فضلًا عن أنّها تعين المعلّم على معرفة التقدير الأنسب والأدقّ لمستوى طلّابه في كلّ مهارة.
تحتوي كلّ مهمّة أدائيّة شبكة تقويم تحليليّة وصفيّة، تعتبر دليلًا واضحًا على قيادة عمليّة التقويم الذاتيّ قبل استخدامها في مرحلة التقويم الختاميّ. فيسبق التقويمات الختاميّة للوحدات البحثيّة المعدّة للتعلّم (Assessment of Learning)، تقويمات تكوينيّة معدّة من أجل التعلّم (Assessment for Learning). يحدث هذا النوع من التقويم خلال الوحدة البحثيّة أكثر من مّرة، ويستخدم كأداة للكشف والتشخيص عن مدى العمق المعرفيّ الذي توصّل إليه المتعلّمون، ودرجة إتقان مهارات التعلّم وأساليبه التي تمّ التخطيط لها، كما يتيح الفرصة أمام المتعلّم لإظهار فهمه، ولتحصيل التغذية الراجعة اللازمة من المعلّم. ارتكز تصميمنا للمهمّات الأدائيّة على تعزيز دافعيّة المتعلّم وتمكينه من التعلّم، وذلك بإشراكه في تحديد معايير الأداء وتوضيحها له، ما يساعده على التقويم الذاتيّ لأدائه، وتحديد حاجاته التعليميّة، والعمل على تطوير مهاراته في سبيل الوصول إلى أعلى المستويات الممكنة، كما يحفّزه على الاستمرار في عمليّة التعلّم، ولا يجعل من التقويم أداة للعقاب، بل أداة لتطوير الأداء بتزويده بتغذية راجعة وصفّيّة وفعّالة. فالمهمّات الأدائيّة تقويم معياريّ المرجع، يقارن أداء المتعلّم بالأهداف التعليميّة المخطّط لها خلال عمليّة تصميم الوحدات، مع الأخذ في الاعتبار مستويات إتقانها.