والسحر لا يسير على وتيرة واحدة إذ أنه متعدد الأنواع ، لكن أنواعه ترتبط وتتلاقى في عدة أمور بعض وسائل السحرة في التقرب الى الشيطان: - من السحرة من يرتدي المصحف في قدمية يدخل به الخلاء, ومنهم من يكتب آيات من القرآن بالقذارة, ومنهم من يكتبها بدم الحيض, ومنهم من يكتب آياتمن القرآن على أسفل قدميه, ومنهم من يكتب الفاتحة معكوسة, ومنهم من يصلي بدون وضوء, ومنهم من سظل جنباً, ومنهم من يذبح للشيطان فلا يذكر الله عند الذبح, ويرمي الذبيحة في مكان يحدده له الشيطان, ومنهم من يخاطب الكواكب ويسجد لها من دون الله, ومنه من يأتي أمه او ابنته, ومنهم من يكتب طلسماً بألفاظ غير عربية تحمل معان كفرية. من هنا يتبين لنا ان الجني لا يساعد الساحر ولا يخدمه إلا بمقابل, وكلما كان الساحر اشد كفراً كان الشيطان أكثر طاعة له, واسرع في تنفيذ مره, وإذا قصر الساحر في تنفيذ ما أمره به الشيطان من أمور كفرية, أمتنع الشيطان من خدمته وعصى أمره, فالساحر والشيطان قرينان التقيا على معصية الله. أنواع السحر من حيث تأثيرها على من سُحر بها: 1) - سحر الصرف أو سحر التفريق 2) - سحر العطف - المحبة أو التولة 3) - سحر التخيل 4) - سحر المرض 5) - سحر الجنون 6) - سحر الهواتف.
وعزا القرطبي هذا القول إلى جمهور أهل العلم، وقال به من الصحابة:عمر وعثمان وابن عمر وحفصة وأبو موسى الأشعري، وعزاه القرطبي كذلك إلى سبعة من التابعين. وأما مذهب الشافعي فقال السبكي ماحاصله أن السحر له ثلاثة أحوال: حال يقتل كفراً، وحال يقتل قصاصاً، وحال لا يقتل أصلاً بل يعزر، أما الحالة التي يقتل فيها كفراً إن عمل بسحره ما يبلغ الكفر، والحال التي يقتل قصاصا إن كان قتل بسحره، وإلا يعزر.
واستدل الجمهور القائلون بكفر الساحر بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة:102]. قال ابن حجر في الفتح: "فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ﴾، فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا وهذا كله واضح". عقوبة الساحر معلوم في الشرائع والعقول أن العقوبات تكون موازية للجنايات، وجناية السحر ظلم للنفس وتعدي على الحق، لذلك ذهبت بلاد الممالك الغربية التي فرضت على السحرة أشد العقوبات ونالهم بذلك التنكيل والتشهير ومصادرة الأموال وإنزال العقوبات بهم، فكانت كلٌ من فرنسا وألمانيا وإيطاليا تحكم على السحرة بالإعدام. وعقوبة السحر في الإسلام مرتبطة بحكم تعلم السحر، وقد ورد في ذلك عدة حوادث في زمن صدر الإسلام، فهذا بجالة بن عبدة يقول: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. فقال بجاله: فقتلنا ثلاث سواحر، وجاء كذلك عن حفصة رضي الله عنها، أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقتلت. بحث شامل عن السّحر والسّحرة. لذلك ذهب الأئمة أبو حنيفة ومالك، وأحمد وجمهور أهل العلم إلى وجوب قتل الساحر من غير استتابة.